كتاب (( عقيدة المؤمن )) للشيخ أبو بكر جابر الجزائري يحفظه الله
لقد قام الاخ ابن عمر بتلخيص الكتاب بطريقة مبسطة ، ولاهميته رغبت في وضعه هنا في المنتدى علما بانه منقول من شبكة حضرموت الاعلامية.
الركنّ قبل الأخير الإيمان باليوم الأخر :-
ما المراد بالإيمان باليوم الآخر ؟
المراد باليوم الآخر:- هو فناء هذه العوالم كلها وإنتهاء الحياة فيها وإقبال الحياة الآخرة وابتداؤها.
أدله البعث:-
1) و هو أعظم الأدلة وأعظمها وهو إخبار الله تعالى لنا في قرآنه الكريم ، وإخبار رسولنا الكريم لنا بوجود البعث وحدوثه.
2) إن الشئ إذا لم يكن ثم كان وأعدم كانت إعادته أسهل وأيسر، فالذي خلق الكون قادر على إفنائه ثم إعادته مرة أخرى.
3) الاستدلال بنوم الإنسان والحيوان واستيقاظهما فالنوم يعتبر موتاً مصغراً.
4) الاستدلال باختلاف سلوك الناس في هذه الحياة بالخير و الشر على وجود حياة أخرى يُجزى فيها كل عامل بما عمل.
بعض علامات الساعة الصغرى:-
1)- قال صلى الله عليه وسلم :-" لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان وتكون بينهما مقتله عظيمة، ودعواهما واحدة"
وهذا ما حدث بين على بن أبي طالب ومعاوية في معركة صفين.
2)- قال صلى الله عليه وسلم :-" لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج، قالوا ك وما الهرج يا رسول الله ؟ قال : القتل القتل"
3) قال صلى الله عليه وسلم :-" لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه" ولم تظهر هذه بعد.
4) قال صلى الله عليه وسلم :-" لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضئ أعناق الإبل ببصرى". وقد حدث ذلك في المدينة المنورة عام 654 هجرية.
5) قال صلى الله عليه وسلم :-" لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود".
علامات الساعة الكبرى:-
أخرج مسلم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أطلع على القوم وهم يتذاكرون ، فقال ما تذاكرون ؟ قالوا : نذكر الساعة. قال : " إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات . فذكر الدخان والدجال والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم".
بداية الانقلاب الحقيقي:-
إذا أذن الله جل جلاله بانقراض الكون أمر إسرافيل أن ينفخ في الصور نفخة واحدة للفناء فيصاب الكون بخلخلة عظيمة وتنحل كل الروابط التي كانت تربط بين أجزاء الكون ، وترج الأرض وتندك مع الجبال فتصير هباءً منثورا، وتتناثر الكواكب وتنكدر الشمس وإذا العالم كله سديم وبخار كما كان قبل خلقه.
بداية البعث بعد الموت:-
بعد مضي 40 عاما قد لا تكون بنفس مقاييس أعوامنا على فناء العالم ، ينزل من السماء ماء فتنبت به الأجسام تحت الأرض كما تنبت البقل وذلك بتفاعل الماء مع عظم صغير في أخر الظهر من كل إنسان يسمى عجب الذنب .
فإذا تم الخلق واكتمل تحت الأرض ، أرسل الله تعالى الأرواح التي قبضها ملك الموت ، فتحيا الأجسام، ثم ينادي مناد الله تعالى : أن قوموا لربكم ، فتسمع وتجيب ويقومون من قبورهم للحشر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري ومسلم:-" ما بين النفختين أربعون ،
قالوا : يا أبا هريرة أربعون يوما ً؟
قال: أبيت.
قالوا : أربعون شهراً؟
قال: أبيت .
قالوا : أربعون سنة؟
قال: أبيت ، ثم ينزل من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل .
قال: وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً وهو عُجبّ الذنب ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة".
الحشّر:-
الحشر هو جمع الخلائق بعد بعثهم أحياء في ساحة واحدة وذلك لفصّل القضاء.
قال رسول الله :- " يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها علم لأحد" رواه مسلم والبخاري.
و قال رسول الله في الصحيحين:-" يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً ، قلت يا رسول الله : النساء والرجال جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال صلى الله عليه وسلم : يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض"
وتدني الشمس من الخلائق ساعتها ، قال رسول الله :-" تدني الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل ، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق ، فمنهم من يكون إلى كعبه ، ومنهم من يكون إلى ركبته ، ومنهم من يكون إلى حقويه ( الخصّر) ، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً ، قال : وأشار رسول الله بيده إلى فيه" رواه مسلم.
يدور الحساب على محتويات الكتب التي يعطاها كل فرد من أفراد الناس ويقرؤها كل واحد منهم فمنهم من يعطى كتابه بيمينه ومنهم من يأخذه بشماله أو من وراء ظهره.
وبينما هم كذلك توضع الموازين القسط ويتقدم الناس واحداّ واحداً للحساب ، فمنهم من يحاسب حساباً يسيراً وهو العرض الذي قال رسول الله فيه للسيدة عائشة:-" من حوسب يوم القيامة عُذِبَ " فقلت : أليس الله عز وجل يقول فسوف يحاسب حساباً يسيرا)، فقال لها :-" ليس ذاك الحساب إنما العرض ، من نوقش الحساب يوم القيامة عُذِبَ". متفق عليه.
اللهم لا تحاسبنا فإنا ظالمون اللهم خفف حسابنا ويمن كتابنا و أمنا يوم الفزع الأكبر
قولوا :آمين بارك الله فيكم .
ومنهم من يحاسب حساباً عسيراً ، يُستنطق الفردّ ويُسألُ عن كل صغيرةً وكبيرةً وتُستنطق جوارحه فتنطق بالحق كل هذا على رؤوس الأشهاد فتكون الفضيحة ، وتوضع الموازين العادلة ذات الدقة المتناهية وبحسب نتيجة الوزن تكون السعادة أو يكون الشقاء.
يا مسلم سلم ...يا مسلم سلم ....يا مسلم سلم .
الصّراط:-
بعد وزن الأعمال يضطر الناس إلى عبور الصّراط وهو جسر دقيق منصوب على ظهر جهنّم ، وهو ممر خطير يقف الرسول صلى الله عليه وسلم على جنباته والناس يمرون وهو يدعو :- " ربِ سلمْ سلمْ" ويمر الناس بحسب أعمالهم فمنهم من يمر كأنه البرق الخاطف، ومنهم من يمر دون ذلك ومنهم من يمر حبواً على يديه وركبتيه ، ويهلك من يهلك بسقوطه في جهنم، وفي حافتيه كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أُمرت به فمخدوش ناجٍ ومكدوس في النّار.
اللهم أجعلنا من الناجين بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا رحمان الدنيا والأخرة ورحيمهما و يا حيِ يا قيوم يا ربُ العالمين .
القنطرة بين الجنة والنار:-
بعد أن يجتاز المؤمنون الصّراط يوقفون على قنطرة بين الجنّة والنّار ، لتهذيبهم وتطهيرهم من كل ما كان بينهم من عداوات أو شحناء، ثم يؤذن لهم بعد ذلك بدخول الجنة ، روى البخاري : " يخلص المؤمنون من النّار فيحبسون على قنطرة بين الجنّة والنّار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هُذبوا ونقوا أُذن لهم في دخول الجنّة ، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنّة منه بمنزله كان في الدنيا"
دار السلام:-
سعتها وأبوابها :-
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :- " إن ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام" رواه النسائي.
وللجنة ثمانية أبواب ، أحدها يسمى الريان وهو خاص بالصائمين ، ومنها باب خاص بالذين لا يحاسبون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .، وأبواب الجنة في غاية الوسع فبين مصراعي الباب مسيرة أربعين سنة ، ومع هذا سوف تكتظ بأفواج الداخلين فقد روى مسلم عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال :-" إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة بينهما مسيرة أربعين سنة ، وليأتين عليها يوم وهي كظيظ من الزحام".
عند باب الجنة:-
عند باب الجنة شجرة عظيمة ينبع من أصلها عينان ، خصصت إحداهما لشراب الداخلين فإذا شربوا منها جرت في وجوههم نضرة النعيم فلا يبأسون أبداً، وثانيتهما لتطهيرهم فإذا اغتسلوا منها لم تشعث أشعارهم أبداً.
استقبال أهل الجنة:-
في الصحيحين أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:- " أن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يتمخطون ، ولا يتفلون ، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك ، و مجامرهم الألّوة ( العود يتبخر به) ، أزواجهم الحور العين، أخلاقهم على خلق رجل واحد ، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء".
ويستقبل الملائكة وفود الرحمن عند دخولهم إلى دار السلام وأول المستقبلين رضوان خازن الجنّان ، ثم الملائكة الموكلون بنعيم الجنّة وأهلها .
تفاضّل أهل الجنّة:-
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :- " إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب ، لتفاضل ما بينهم ، قالوا : يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ، قال : بلى ، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله ، وصدّقوا المرسلين." رواه مسلم.
وذكر مسلم أن آخر رجل يدخل الجنة يُفتح له قصر ، هو درة مجوفة سقافها وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها منها ، تستقبله جوهرة خضراء مبطنة كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى ، في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف أدناهن حوراء عيناء عليها سبعون حلة يُرى مخ ساقها من وراء حللها كبدها مرآته ، وكبده مرأتها ، إذا أعرض عنها إعراضه ازدادت في عينيه سبعين ضعفا ، فيقال له ك أشرف فيشرف ، فيقال له : ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك
بناء الجنّة:-
روى الترمذي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :- " إنها لبنه من ذهب ولبنة من فضة ، وملاطها المسك الأذفر ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وترابها الزعفران ، من يدخلها ينعم ولا يبأس ويخلد لا يموت ، ولا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم".
سوق الجنة:-
روى مسلم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :- " إن في الجنة لسوقاً يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحنو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسناً وجمالآ ، فيرجعون إلى أهلهم وقد ازدادوا حسناً وجمالآ ، فيقول أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالآ".
نهرّ الكوثر:-
روى البخاري أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :-" بينما أنا أسير في الجنّة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدرّ المجوف ، فقلتُ : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هو الكوثر الذي أعطاك ربكّ . قال فضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر.
كما روى الترمذي عن شجرة في الجنّة يسير في ظلها الراكب المجد مائة عام ويخرج أهل الجنة والغرف فيتحدثون في ظلها فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا ، فيرسل الله تعالى ريحاً من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا .
طعام الجنّة:-
روى مسلم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :-" أهل الجنّة يأكلون فيها ويشربون ، ولا يتفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ، قالوا : فما بال الطعام؟ قال : جشاء ورشح كرشح المسك يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس"
مقولة الله سبحانه وتعالى لأهل الجنّة:-
روى البخاري ومسلم:-" أن الله تعالى يقول لأهل الجنّة يا أهل الجنّة فيقولون : لبيك ربنّا وسعديك والخير في يديك . فيقول : هل رضيتم؟ يقولون : ومالنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك ، فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون : يا رب وأي شئ أفضل من ذلك؟ فيقول : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا".
دار البوار ؟
دركاتها ؟
نّار جهنّم ، لظى ، الحطمة ، السعير ، سقر ، الجحيم ، الهاوية .
درجة الحرارة فيها :-
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :- " ناركم هذه التي يوقدّ بنو آدم جزء من سبعون جزءا من حرّ جهنّم ، قالوا :- إن كانت كافية يا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :- فإنها فضّلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلها مثل حرّها". متفق عليه.
لون نّارها:-
روى الترمذي أن رسول الله قال :-" أوقد على النّار ألف سنة حتى أحّمرت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى أبيضّت ، ثم أوقد عليها ألف
سنة حتى أسودّت فهي سوداء مظلمة".
عمقها :-
روى مسلم أن أبو هريرة قال :-" كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ سمع وجبة ( صوت سقوط حجر) فقال :النبي صلى الله عليه وسلم : تدرون ما هذا ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : هذا حجر رُمي به في النّار منذ سبعين خريفا فهو يهوي في النّار حتى انتهى إلى قعرّها".
الحيّات والعقارب فيها :-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-" إن في النّار حيّات كأمثال أعناق البُخت تلسع إحداهن اللسعة فيجد حرها سبعين خريفاً ، وإن في النّار عقارب كأمثال البغال الموكفه تلسع إحداهن اللسعة فيجد حموتها أربعين سنة" احمد.
بعض أنواع طعام أهل النّار:-
1)الزقوم:- هو ثمر يخرج من شجرة في أصل الجحيم ، مذاقه مُرّ شديد المرارة ، يغص في الحلق فلا يسوغ إلا بماء الحميم ، ومن خواصه أنه يغلي في البطُن غليان الماء فهو شبيه بالجير ، الذي إن صُب عليه الماء فار وغلى.
2)الغسلين:- هو ما تجمع من عصارة أهل النّار من قيح ، وصديد وعرق وما يخرج من فروج الزناة ، وما يسيل من لعاب شاربي الخمور والمغتابين والكذابين وقائلي الباطل وشاهدي الزور.
3)الضّريع:- هو شوك مُرّ متناه في المرارة ، ينشب في الحلق ، يسيغه الأكل بالحميم ، فيسبب إسهالاً فظيعاً فلذا فهو لا يُسمن آكله ولا يغنيه من جوع.
بعض أنواع شراب أهل النّار:-
1)الحميم:- هو ماء حار يجري من عين آنية ( أي درجة حرارتها قد أنتهت إلى ما لا مزيد عليه أبدا) ومن خواصه أنه يصهر به ما في بطونهم ويقطع أمعاءهم.
2)ماء الصدّيد:- هو ماء كدّر يحتوي على كميات من الصدّيد ، يغُص به شاربه حتى لا يكاد يسيغه ، يعاني شاربه آلاماً لا يعلم مداها إلا الله تعالى .
3)ماء المُهل :- ماء ثخين حّار حتى لكأنه النحاس المذاب بحيث إذا أدناه أحدهم من فمه ليشربه شوت حرارته جلد وجهه.
4)ماء نّهر الغوطة:- هو ماء متجمع مما يسيل من فروج الزواني من النّساء .
فقد روى أحمد أن رسول الله سُئل عنه فقال :-( نهر يجري من فروج المومسات يؤذي أهل النّار ريحُ فرّوجهم ).
تفاوت عذّابهم:-
روى البخاري أن رسول الله قال :-" إن أهون أهل النّار عذاباً رجلُ على أخُمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجلُ بالقمقم".
كما روى مسلم أن رسول الله قال :-" منهم- من أهل النّار - من تأخذه النّار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النّار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النّار إلى حُجزته ، ومنهم من تأخذه النّار إلى عنقه ، ومنهم من تأخذه النّار إلى ترقوته".
الإيمان بالقضاء والقدّر:-
مظاهر التنظيم في الكون:-
إن كلمة الكون تعني هذا الوجود من العوالم العلوية والسفلية كالأرض والسماء وما فيهما وما بينهما، وكل هذا الكون الضخم العجيب قد ربطت بين أجزائه كلها العلوية والسفلية أنظمة من السنن الإلهية الدقيقة المدهشة ، فسار الكون كله متحداً متناسقاً.
وهذا الكون تجري فيه حوادث عظيمة كل منها لها عواملها وأسبابها مثل دورة الكواكب، وهبوب الريح ، وتوالد الإنسان وما يتجدد من موت وحياة ، كل هذا خاضع لسنن تحكمه و تقوده.
ومن أجل هذا التنظيم الساري في كل أرجاء الكون ما شك الذين أوتوا العلم في أن ربّ هذا الكون جلّ جلاله قيد علمه قبل خلقه كلاً وتفصيلاً، ووضع هذا النظام الذي يحكمه قبل وجوده ، ثم ربطه به بعد أن أوجده فهو يسير فيه ، لا يتخلف عنه.
ولو أن سنة من تلك السنن التي تربط الكون قد اختلت لخرب العالم أجمع ، فمثلاً لو أن حرارة الشمس زادت نسبتها على ما هي عليه الآن لاحترقت الأرض ولو نقصت حرارتها لتجمدت الأرض ، أو لو نسبه الأكسجين زادت عما هي عليه في الهواء لأحترق كل شئ قابل للإحتراق ، ولو قلت هذه النسبة لأختنق البشر.
وقال علماء الكون اليوم أن العالم لم يكن أزليا ًأبداً وإنما هو حادث - مخلوق- كما لم يكن أبدياً ، بل لابد له من نهاية حتماً، وبهذا قال أحد علماء الغرب أن هذه البحوث أثبتت تلقائياً وجود الإله لأن كل شئ ذي بداية لا يمكن أن يبتدئ بذاته ، ولابد أن يحتاج إلى المبدئ الأول وهو الله الخالق سبحانه وتعالى.
تعريف القضاء والقدر:-
علم الله تعالى الأزلي بكل ما أراد إيجاده من العوالم ، والخلائق ، والأحداث ، والأشياء، وتقدير ذلك الخلق ، وكتابته في الذكر الذي هو اللوح المحفوظ، كما هو حين يقضى بوجوده في كميته ، وكيفيته ، وصفته ، وزمانه ، ومكانه ، وأسبابه ، ومقدماته ونتائجه، بحيث لا يتأخر شئ من ذلك عن إبانته( الوقت والزمن الذي يوجد فيه الشيء) ، ولا يتقدم عما حدد له من زمان ، ولا يتبدل في كميته بزيادة أو نقصان ، ولا يتغير في هيئة أو صفة بحال من الأحوال .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإبن عباس رضي الله عنهما:-" واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف". رواه الترمذي.
والقدر نوعان :-
نوع آمن به الجميع ولم ينكره أحد وهو المختص بخلق العالم وما فيه من سنن ، وما يجري فيه من أحداث كالحياة والموت وما ليس للإنسان يد فيه.
والنوع الآخر وهو النوع الذي وُجد من الناس من أنكره وجادل فيه ، وهو الخاص بأفعال العباد ، حسنها وسيئها ،صالحها وفاسدها .
وأول ما ظهر من القول فيه كان على يد غيلان الدمشقي في عهد عمر بن عبد العزيز حتى قتله هشام بن عبد الملك.
القدرية ( نفاة القدّر):-
نفي هؤلاء للقدر معناه أن الأمور المتعلقة بأفعال العباد لم تقض أزلاً ولم تكتب في كتاب المقادير ( اللوح المحفوظ) بالرغم من أن نصوص الكتاب والسنة في إثبات القدر الخاص والعام متكاثرة بحيث يعدُّ منكرها كافراً لا مقام له بين المسلمين.
فقد قال تعالى :-( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ).
كما قال رسول الله :-( كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة قال وعرشه على الماء) .مسلم.
كما قال :-( كان الله ولم يكن شئ قبله ، وكان عرشه على الماء ، ثم خلق السماوات والأرض ، وكتب في الذكر كل شئ ) . البخاري.
وفي حديث آخر :-" أول ما خلق الله القلم فقال : له أُكتب
فقال : ربِ ماذا أكتب ؟
قال : أكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة". أبو داود
وقال نفاة القدّر :-
كيف يفعل الله القبيح وهو ينهى عنه ويحرمه ؟
ثم أضافوا إلى شبهتهم شبهة أخُرى.
فقالوا :- كيف يخُلق الله أفعّال العباد ثم يعاقبهم عليها ؟
وأصبحوا يُعرفون بالقدّرية أي نفاة القدّر ، ولزمهم أن العبد ما دام يستقل بخلق أفعاله فقد أصبح ربا ، ويبطل بذلك التوحيد الذي هو أصُل الدّين وأساسه ومن هنا سُموا بمجوس هذه الأمة لتعدد الخالقين بحسب مذهبهم في أن الإنسان خالق أفعاله بمقتضى قدرته وعلمه لا بمقتضى قدرة الله وعلمه.
الجبر وحقيقته:-
على العكس من نفاة القدّر كانت طائفة الجبرية من المعتزلة ، وأول من ظهر منهم الجعد بن درهم وكان قد تلقى مذهب الجبر من يهودي من يهود الشام ، وتجدّر الإشارة إلى أن مذهب القدّر كمذهب الجبرّ كليهما من صنع اليهود .
حقيقة الجبر أن الإنسان لا يخلق أفعاله ولا ينبغي أن تنسب إليه إلا على سبيل المجاز فهي نسبة فعل لا نسبة إرادة واختيار إذ هي أفعّال الله تعالى أجراها على يد العبد بدون إرادة من العبد ولا إختيار !!
ولازم هذه العقيدة أن العبد غير مُؤاخذ على أفعاله ، وأنه لا يُعاب منه فعل ولا يلام عليه ولو كان في غاية القُبح !!
لذا كان هذا المذهب أفسد وأشد شراً من مذهب القدّرية وبالرغم من فساد هذه العقيدة إلا إنها ظلت ظاهرة في المسلمين لأنها عقيدة تلغي التبعة عن العبد فيما يرتكب من المعاصي
الفئات الضّاله
الإبلسية:-
هم فئة مترددة بين إثبات القدر ونفيه ، والقول بالجبر وعدمه ، وأصبحوا في مذهبهم شرا من إبليس لأنهم اعترضوا على الله تعالى ونسبوا الظلم إليه وهو المنزّه عن الظلم سبحانه وتعالى لأنهم قالوا :-إن الله قد نّفى الظلم عن نفسه فكيف إذا يكتب على العبد أعماله ليقوم بها ثم يؤاخذه عليها ؟
وقالوا أيضاً:- ما دام الله قد علم مصير العبد وقرره حيث قدّره بكتابته في كتاب المقادير ( اللوح المحفوظ) وأصبح العبد صائرا إليه لا محالة شاء ذلك أم أبى ، فكيف يؤمر العبد إذاً وينهى ويطالب بفعل الطاعات وترك المعاصي ؟ !!!
كانت هذه هى الفئات الضّاله وهنا سنتكلم عن عقيدة أهل الإيمان....!
أهل الإيمان والتقوى:-
همّ من آمنوا بقضاء الله وقدّره وعدّله ورحمته ، وإرادته ومشيئته وحكمته وحُسن تدبيره .
فقالوا:- لا يتم إيمان عبد حتى يؤمن بقدّر الله ، ذلك القدّر الذي هو سرّ نظام الحياة وهو علم الله الأزلي .
وقالوا :- إن الله تعالى لما قدّر ما للعبد وما عليه من خير أو شر وسعادة أو شقاء قد قدره مربوطا بأسبابه ، فللخير أسبابه وللشر أسبابه ، كما قدر للعبد أن يأتي تلك السباب ، ويعمل بها بمحض إرادته التي قدّرها له ومحض اختياره الذي قضى له به ، فلا يصل العبد إلى ما كتب عليه وقُدّر له من سعادة أو شقاء إلا بواسطة تلك الأسباب التي يفعلها غير مكره عليها وغير مجبور على فعلها ، والحجة في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :-( إن الله إذا خلق العبد للجنّة أستعمله بعمل أهل الجنّة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنّة فيدخله ربه الجنّة ، وإذا خلق العبد للنّار استعمله بعمل أهل النّار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النّار فيدخله ربه النّار ) .
ولمزيد من التوضيح نقول :-
إن الإنسان مخلوق لله تعالى مربوب له كسائر الخلق كالشمس والقمر والنبات والحيوان يقوم بفعله كما تقوم سائر المخلوقات بما أناط بها ربها تعالى من أفعال تقوم بها ، وإنما الفرق بين الإنسان وسائر الخلق أن الإنسان أعطي إرادة وإختيارا لعلة التكليف والجزاء عليه
بخلاف غيره ، فإنه لا جزاء له على عمله الذي يقوم به لعدم منحه إرادة حرة ولهذا كان المجنون والصبي والنائم والمكره والناسي لا مؤاخذة عليهم في أفعّالهم لعدم وجود الإرادة والإختيار عندهم .
وتطمئن قلوب هؤلاء المؤمنين بقدّر الله بما يلي :-
1- إن الله تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد له الملك وله الحمد ولا يُسأل عما يفعل وذلك لكمال علمه وعدله وحكمته ورحمته.
2-إن فعل الله تعالى وتقديره وحكمه كله عدل وخير فليس في أفعال الله تعالى ولا تقديراته ولا أحكامه ظُلم أو شر قط ، قال تعالى ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-( والخيرُ كله في يديك والشر ليس إليك ).
3-إنه بحكم ملكية الله تعالى لعباده بخلقه إياهم ورزقه لهم له الحق المطّلق في أن يتصرف فيهم بما يشاء فقد جاء في سنن أبي داؤد حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن أبي سنان عن وهب بن خالد الحمصي عن بن الديلمي قال ثم أتيت أبي بن كعب فقلت له وقع في نفسي شيء من القدر فحدثني بشيء لعل الله أن يذهبه من قلبي فقال لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم السهو لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن لم يكن ليصيبك ولو مت هذا لدخلت النار . أبي داؤد
4-إن الله تعالى لما قدّر مقادير العباد من أعمار وأرزاق قدّر ذلك مع موجباته وأسبابه ، ذلك أن الله تعالى قبل أن يخلق الكون بخمسين ألف سنة علم أنه سيُخلق في يوم كذا وتاريخ كذا في مكان كذا عبد أسمه كذا ووصفه كذا وكذا وعلمه الذي سيختاره وبمحض إرادته واختياره هو كذا وكذا ليتحقق له به كذا وكذا من خير أو شر من سعادة أو شقاء وكتب ذلك كله في كتاب عنده وفي نفس الوقت المعين والمكان المحدد يوجد ذلك العبد ويربيه إلى غاية بلوغه ثم تعرض للعبد أمور متعددة وأحوال مختلفة فيختار منها ما يراه لنفسه وهو بعيد عن كل إكراه أو إجبار ، فيفعل الذي اختاره لنفسه بكامل حريته واختياره ثم يجد نفسه بالتالي قد وافق ما كتب الله له في ذلك الكتاب الأزلي ولم يخالفه في شئ ولم يخطئه في قليل أو كثير فسبحان ذي العزّة والجبروت ، سبحان ذي الملك والملكوت.
الهداية والإضلال:-
أخطأ الكثير في فهم معنى الهداية والإضلال !!!
فقالوا:- كيف يضل الله العبد ثم يعذبه ؟
وكيف يزيّن له سوء عمله ثم يعاقبه عليه؟
والحقيقة التي خفيت عليهم فضّلوا هي أن الله إنما يضّل من يضّل بعد أن يُعذَّر إليه بتبيين سُبل الهدى واضحة ويمنحه القدرة الكافية على السير فيها ، فإذا آثر العبد بعد العلم الضّلال على الهدى ورغب فيه وعمل بأسبابه ولاه الله ما تولى فكان ذلك عدلا منه تعالى ، قال تعالى ( وما كان الله ليضّل قوما بعد إذ هداهم حتى يبيّن لهم ما يتقون ).
ومن آثر الهداية ورغب فيها وطلبها وعمل بأسبابها تمت له ووجد من الله عونا له على تحصيلها وتحقيقها وهذا من رحمة الله بعباده وفضله عليهم.
وكان من رحمة الله بعبادة وعظيم إحسانه إليهم أن حذرهم في كتبه وعلى ألسنة رسله من استدامة العمل الفاسد والإصّرار عليه، ودعاهم إلى تركه والتوبة منه.
الجزاء قائم على أساس الرحمة والعدل:-
إن العبد يكسب عمله بمحض إرادته واختياره ، فإن كان الكسب مما يحب الله تعالى حيث شرعه لعباده وأمرهم به ورغبهم فيه وأعانهم عليه ، بعد ما وفقهم للقيام به ، ثم أثابهم عليه الحسنة بعشر أمثالها ، فكان جزاء تغلب عليه الرحمة والإحسان ، وإن كان الكسب مما كره الله تعالى لعباده ونهاهم عنه وحظره عليهم تخلى الله تعالى عن فاعله خذلانا له لأنه آثر معصيته على طاعته ، وسخطه على رضاه ، ثم هو إن لم يغفره بموجب من موجبات المغفرة كالتوبة أو العفو الإلهي وعاقبه عليه كان العقاب بمحض العدل ، السيئة بمثلها فلا حيف ولا ظلم .
المشيئة:-
قد يظن البعض أن مشيئة العبد كافية في إيجاد ما يريده ويرغب في حصوله وهو ظن خاطئ وذلك لأن:-
1- ثبت بالمشاهدة أن العبد كثيرا ما يريد الشئ ويرغب في تحصيله ويبذل كل وسيلة لتحقيقه ، ثم يخيب العبد في سعيه ولا يفوز بمراده.
2- أن القدر قد سبق في كل ما هو كائن إلى يوم القيامة فلم يكن في الكون إلا ما كتب أزلا ، وبهذا يعلم أن مشيئة العبد التي يتحقق بها المراد هي نفسها مكتوبة أزلا.
وتوضيح ذلك أن العبد ليس له أن يشاء إلا ما سبق به الكتاب فإذا سبق كتاب المقادير بشئ يقع على العبد أوجد الله تعالى للعبد مشيئة تدفعه إلى إتيان العمل ، وخلق له إختيارا في نفسه يرجح به الفعل على الترك فيكون ذلك المقدور.
خلاصّة الكتاب:-
في نقاط مختصرة جداً وشاملة تجمع جوانب العقيدة السليمة لأهل الهداى و الصلاح من المؤمنين والمؤمنات :-
1)الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
2)الإيمان بالله تعالى وسيلة لطلب معرفته بأسمائه وصفاته ، ولحبه وتعظيمه ، وطاعته وخشيته ، والتقرب إليه بفعل محابه ، واجتناب محارمه.
3)الإيمان بالملائكة وسيلة إلى الإعتبار بطاعتهم لأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ، ووسيلة إلى الإستحياء منهم ، والاستئناس بهم لعلم المرء بأن الكرام الكاتبين عن يمينه وشماله لا يفارقونه ، كما أنهم وسيلة إلى معرفة عظمة الله تعالى فيهم وقدرته عليهم.
4)الإيمان بالكتب وسيلة إلى ألإيمان بالله تعالى ومعرفة علمه وأسمائه ووعده ووعيده ، كما هو وسيلة إلى تصديق الرسل الذين أرسلوا بها وأنزلت عليهم ، ووسيلة إلى معرفة شرائع الله وجميع ما يحبه الله تعالى ويرضاه أو يكرهه ويسخطه من معتقدات وأقوال وأفعال .
5)الإيمان بالرسل وسيلة إلى معرفة تطبيق شرائع الله وبيان كيفية أداء العبادات ، ووسيلة إلى محبة الرسل الباعثة على طاعتهم وإتباعهم .
6)الإيمان باليوم الآخر وسيلة إلى فعل الخيرات وترك المنكرات بما يوجد في النفس من الرغبة فيما عند الله من خيري الدنيا والآخرة ، وبما يوجد لها من الخوف من عذاب الله والرهبة من عقابه .
7)الإيمان بالقدر وسيلة إلى ترك الحزن على ما فات من متاع الحياة ، وترك الفرح الحامل على البطر بما يؤتى الإنسان من حطام الدنيا ، كما هو وسيلة إلى الصّبر والتحمل ، والطمأنينة والسكون.
نرى مما سبق أن كل ركن من أركان الإيمان الستة المكونة لعقيدة المؤمن يثمر ثمرة خاصة فالإيمان بالله يثمر محبة الله وتعظيمه وطاعته وخشيته ، والإيمان بالملائكة يثمر الإعتبار بطاعتهم والإستحياء منهم والاستئناس بهم، والإيمان بالكتب والرسل يثمر قوة الإيمان بالله ويثمر معرفة شرائعه وكيفيات أدائها ، والإيمان باليوم الآخر يثمر الرغبة في فعل الخيرات والنفرة من الشرور والمفاسد ، والإيمان بالقدر يثمر سكون النفس ورضاها وطمأنينة القلب وهدايته.
وكل هذه الثمرات هي وسيلة إلى غاية من أشرف الغايات وهي كمال الإنسان الذاتي والروحي.
قال تعالى :-( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما) النساء 69-70 .
الخاتمة :-
تم بحمد الله تلخيص الكتاب وجزاكم الله كل خير وبارك الله في من سمع ووعى وعمل بما علم وكان العلم حجة له لا حجة عليه.
وأعلموا أن العقيدة الصحيحة هي رأس مال الإنسان الحريص للوصول لرضى الرحمان والفوز بالجنان والسلامة من النيران فمن ضيعها وزاغ عنها تلقفه الشيطان و ذلك هو الخسُران ذلك هو الخسُران ذلك هو الخسُران فبه تسعر النيران أجارنا الله و إياكم من الخذلان وثبتنا الله وإياكم على عقيدة سيد ولد عدنان حتى نلقى عليها ربُنا العزيز المنان
و سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
وصلى الله وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد وعلى أله وصحبه ومن سار على نهجه الى يوم الديّن .