كتاب (( عقيدة المؤمن )) للشيخ أبو بكر جابر الجزائري يحفظه الله
لقد قام الاخ ابن عمر بتلخيص الكتاب بطريقة مبسطة ، ولاهميته رغبت في وضعه هنا في المنتدى علما بانه منقول من شبكة حضرموت الاعلامية.
اول الامر قام الاخ ابن عمر بالحديث عن الانسان :
الإنسان عند المؤمنين :-
خلق الإنسان فى السماء خلقا مباشرا ، خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه ، وعلمه الأسماء كلها وأسجد له الملائكه ، خلقه فى أحسن تقويم.
حرم الله دم الإنسان وماله وعرضه إلا بحق ، أرسل له الرسل وأنزل عليه الكتب فهيأه للكمال وأعد للسعادهوأخبره عن كل أحواله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- " و إن أحدكم يجمع خلقه فى بطن أمه أربعين يوما نطفه ، ثم يكون علقه مثل ذلك ، ثم يكون مضغه مثل ذلك ، ثم يأتى إليه الملك فينفخ فيه الروح ، ثم يؤمر بكتب بأربع كلمات : رزقه وأجله وعمله وشقى أو سعيد"
وسئل النبى بم يكون الشبه فى الولد ؟ فقال :- " فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأه نزع الولد له ، وإذا سبق ماء المرأه نزعت الولد" وفى هذا إشاره إلى علم الوراثه.
الإنسان عند الملحدين :-
خلق بواسطه النشوء والإرتقاء فى أقبح صورة وتدرج فى ملايين السنين إلى أن أصبح قرد ثم ترقى درجات كثيره حتى أصبح انسان .
فيا أصحاب العقول أى إنسان من هذين أحق بالتكريم وأى الإنسانين يجب أن يعترف به الناس أجمعون
فسبحان الله الذى خلق الإنسان فأحسن تصويره.
العقيدة :-
هي مجموعه من قضايا الحق البديهيه المسلمه بالعقل والسمع والفطره يعقد عليها الإنسان قلبه حازما بصحتها قاطعا بوجودها وثبوتها .
أو هي مجموعة من قضايا الحق البديهية المسلمة بالعقل والسمع والفطرة يعقد عليها الإنسان قلبه حازما بصحتها قاطعا بوجودها وثبوتها .
أو هي الفهم الصحيح حسب المنهج الاسلامي لطبيعة الانسان البشرية ..ولمعنى الخالق (الله)...مما ينظم علاقة البشر بربهم ومع بعضهم وبالتالي بالكون من حولهم ....
ما حاجه الإنسان إلى العقيده ؟
-بعض الناس يدعون بعدم حاجه الإنسان إلى العقيده!!!
وهو امر الذى كذبه التاريخ فأن الإنسان على إختلاف أحواله يحتاج إلى عقيده ما يؤمن بها ومن يدعي ذلك يقول أن الإنسان استغنى عن الإيمان بالله بالإيمان بالطبيعه وما عاد يخاف منها وهو خلاف الواقع فحتى اليوم لا يأمن الإنسان من تقلبات الطبيعه وما زال خائفا من بعض أشكالها !!
وبعد كثير من الدراسات أصبحت هناك حقيقه علميه ثابته بكل القوانين العقليه والشرعيه وهى أن الإنسان دائما فى حاجه للإيمان والتدين وأن الدين ضرورة من ضروريات حياته ومن هنا لم تخل أمه وجدت على الأرض من عقيده وإيمان . قال تعالى :-( وإن من أمه إلا خلا فيها نذير )
وما وجه ضرورة الدين للإنسان ؟
-ان الإنسان منذ هبط إلى الأرض فى حاجة ملحة إلى قوانين ضابطة تعدل من غرائزه وتنظم سلوكه وتجعله مستعدا للحياتين حياة الدنيا وحياة الآخرة، ولن توجد مثل هذه القوانين إلا في تشريع رباني إذ لن يعرف أحد ما يحتاجه الإنسان بكل مشاعره الظاهرة والباطنة وما يصلح من شأنه إلا من خالقه سبحانه وتعالى
معرفه الله جل جلاله ومراتب المؤمنين فيها
المرتبه الأولى:-
مرتبه علماء الكونيات الذين يؤمنون بوجود الله بواسطة النظر فى الكونيات والإبداع فيها وهم يؤمنون بخالق ذو قدرة وإرادة وعلم ولكنهم يجهلوا فى أسمائه وصفاته ما تعظم به محبته فى قلوبهم وذلك لعدم إيمانهم بكتابه ورسوله.
المرتبه الثانية :-
مرتبة أهل الإيمان التقليدي الحاصل لهم عن طريق الفطرة والإخبار بوجود الله وشهرتها وهى أضعف مراتب المعرفه وأصحابها أقل المؤمنين تقوى لله عز وجل وهم عوام المؤمنين.
المرتبه الثالثة :-
هى معرفة المؤمنين من أهل الشرائع الإلهية وهم عرفوا الله بطريق إخباره عز وجل وإخبار العارفين به والمبلغين عنه وعرفوه بواسطه الشواهد والبراهين التى أقامها سبحانه لمعرفته وهم المعنيون بقوله تعالى : (إنما يخشى الله من عباده العلماء)
المرتبه الرابعة :-
مرتبة معرفة الإنبياء وهى مرتبة أعلى من سابقتها وأتم وأكمل من كل المراتب وهم أكمل المؤمنين إيمانا و أقواهم يقينا وأكثرهم له تعالى محبه وطاعه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فوالله إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية ".
أسمائه تعالى وصفاته العلا:-
المؤمنون بالوحى الإلهي يلتزمون حيال أسمائه تعالى بمبدأين هما :-
الأول :- لا يسموا الله تعالى باسم لم يسم به تعالى نفسه فى كتابه أو على لسان رسله.
الثاني:- لا يشبهوا الله تعالى فى ذاته ولا صفاته بذوات المخلوقين لإستحاله وجود شبه له تعالى عقلا وشرعا قال تعالى: ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ).
ومن هنا فالمؤمنون يصفون ربهم بكل ما وصف به نفسه فى كتابه وعلى لسان رسوله ولا يتحرجون فهو يسمع ويبصر واستوى على العرش ....
وذلك لأمور أحدها : أنه ما دام تعالى وصف نفسه بها فلا معنى للتحرج من وصفه بها
والثانى : أنهم يعلمون يقينا أن هذه الصفات محال أن يكون منها شئ يشبه صفات المخلوقين فلو قلنا أن لله تعالى يد فليس معنى ذلك أن يد الله تشبه يد الإنسان .
الخلاصة:-
إن المؤمنين يؤمنون بأسماء الله تعالى وصفاته ويدعون الله بأسمائه ويصفونه بصفاته غير مشبهين صفاته بصفات المخلوقين.
التوحيد:-
هو نفي الكفء والمثل عن ذات الله تعالى وصفاته وأفعاله ونفي الشريك في ربوبيته وعبادته عز وجل
ويقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام:-
1) توحيد في الذات والأسماء والصفات
2) توحيد في الربوبية وهي تفرده تعالى بالخلق والرزق والتدبير
3) توحيد في الإلوهيه أي في العبادة
توحيد الربوبية:-
معناه نفي الشريك عنه تعالى فى صفات الربوبية الحقه وهي الخلق والرزق والملك والإماتة والإحياء والعطاء والمنع والإعزاز والإذلال.
مظاهر شرك الربوبية في الأمة الإسلامية
1) اعتقاد البعض فى وجود أقطاب في الكون من الأولياء والصالحين يقدرون على التصرف في حياة الناس ولهم ديوان يسمى ديوان الصالحين تصدر منه القرارات بنجاح فلان وخيبة آخر !!!!!!!.
2) اعتقاد البعض أن لأرواح الأولياء تصرفا بعد موتهم !!!
حتى أصبحت الأضرحة ملاذاً لكل خائف ومستغيث !!!.
3) الرهبة من الجن والخوف منهم وتقديم القرابين لهم كالذبح على أعتاب البيوت عند بنائها .
4) تقديس المشايخ والمشعوذين وطاعتهم في غير طاعة الله تعالى .
5) الخنوع للحكام من غير المسلمين وطاعتهم إذا أحلوا حرام أو حرموا حلال
توحيد الألوهية :-
هو إفراد الله تعالى بالعباده بكل ما شرع أن يعبد به من أعمال القلوب والجوارح مع عدم الاعتراف بعباده غيره.
وهو أيضا تعلق القلب بالرب خوفا ورجاء وطمعا .
وهو أيضا إسلام الوجه لله تعالى ووقف الحياة كلها عليه.
عبادته سبحانه وتعالى :-
تنقسم العبادات إلى :-
1) أعمال قلوب.
2) أعمال جوارح .
أعمال القلوب :-
1)الإيمان :- هو تصديق القلب بوجود الله تعالى وربوبيته لكل شئ ، مع التصديق بكل ما أمر الله تعالى بالإيمان به من الملائكه والكتب والرسل والمعاد والجزاء والنعيم والشقاء والقدر والقضاء.
2)المحبة:- وهى حب الله تعالى وحب كل من يحب من عباده وما يحب من عقائد عباده وأقوالهم وأعمالهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك ، اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة فيما تحب وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغا لي فيما تحب) رواه الترمذي.
3)الخشية والخوف :- قال تعالى : ( فلا تخشوا الناس واخشون) وكلاهما عبادة قلبية يتفرد بهما الله تعالى
4)الرجاء والرغبة :- الرجاء هو الأمل في الخير وترقب حصوله وانتظاره ممن يملكه ، والرغبة هي حب الخير وإرادته والطمع في تحصيله ممن يملكه ، قال تعالى (ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) .
5)الإنابة :- هي الإقبال على الله تعالى والتوبه إليه ، قال تعالى : ( وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ) .
6)التوكل :- هو الإستسلام لله تعالى وتفويض الأمر إليه اعتماداً ووثوقا به جلّ في علاه
قال تعالى : (وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا).
أعمال الجوارح
1)الدعاء :- هو طلب الحاجات في جلب نفع أو دفع ضر ممن يملك ويقدر ، وهو من أعظم مظاهر العبادة حتى قيل : " الدعاء مخ العبادة ، والدعاء هو العبادة" . وبهذا يكون دعاء غير الله شركا محرما .
2)الاستغاثة :- هي طلب الغوث والغياث وهو ما يغاث به المضطر ويعان به من طعام ونصر وتأييد وانقاذ من محنة ..... والاستغاثة من جنس الدعاء ، وقد أباح الله طلب الغوث من الناس ممن يقدرون على العطاء .
3)الاستعانة :- هي طلب العون والمعونة على قضاء حاجة ، وقد أرشد الله تعالى عباده على الاستعانة به دون سواه قال تعالى ( إياك نعبد وإياك نستعين). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-" إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله".
4)النذر:- هو التعهد بالقيام بشيء من العبادات تقربا لله تعالى ، أو بشرط أن يقضي الله تعالى له حاجة تعسرت عليه يريد قضاءها ، وخير النذر ما كان بغير شرط لكراهة النبي للنذر المشروط " النذر لا يأتي بخير ، وإنما يستخرج به من مال البخيل " متفق عليه . هذا ومن نذر لغير الله فقد أشرك.
5)ذبح القربان:- هو ما يتقرب به إلى الله تعالى من الذبائح الهدي فى الحج وأضحية يوم العيد وشاة العقيقة، وما يذبح صدقة للفقراء .....، وبالطبع فمن ذبح لغير الله تعالى أو ذبح على الأضرحة والقبور أو على أعتاب البيوت فكلها شرك وكفر بالله .
6)الركوع والسجود:- هما ركنا الصلاة اللذان لا تصح الصلاه بدونها ، وهي عبادة لا تنبغي لأحد مهما كان إلا لله تعالى فمن سجد أوركع لأحد معظما له أو خائفا منه فقد أشرك بربه.
7)الطواف بالبيت وتقبيل الحجرالأسود:- هي عبادة شرعها الله تعالى لعباده قال تعالى ( وليطـّوّفوا بالبيت العتيق) . فمن طاف بغير بيت الله من قبر او ضريح متقربا حتى لله فقد ابتدع وأشرك .
كذلك فإن تقبيل الحجر الأسود عبادة شرعها الله تعالى على لسان نبيه ولم يشرع لهم تقبيل أي حجر آخر أو ركن آخر.
سائر أنواع العبادات:- هى كل ما شرع الله لعباده من طاعات من صلاة وصيام وحج وعمرة وصدقة وزكاة وإعتكاف وجهاد وفعل الخيرات من برّ وصلة وأمر بالمعروف ونهي عن منكر .
9)طاعة الله :- طاعه الله تعالى وطاعه رسوله فى الأمر والنهي عبادة تعبد الله تعالى بها ، ومن ترك طاعتهما غير مكره من أجل مخلوق فقد أشرك.
10)تعظيم الله تعالى بالحلف به :- وهى عبادة اختص الله بها فلا يصح أن يحلف المؤمن بغير الله ومن حلف بغير الله فقد اشرك ، قال رسول الله :-" من حلف بغير الله فقد اشرك". رواه الترمذي.
الوسيلة:-
هي التقرب إلى الله تعالى بعمل صالح طلبا للقرب منه تعالى والدرجة عنده تعالى أو لقضاء حاجة بحصول نفع أو دفع ضر .
وهي مبنية على ثلاثة أمور :-
1) المتوسل إليه وهو الله تعالى
2) المتوسل وهو العبد الضعيف
3) المتوسل به وهو العمل الصالح المتقرب به إلى الله تعالى وهو الوسيلة
شروطها :-
1)أن يكون المتوسل عبداً مؤمناً صالحاً .
2)أن يكون العمل المتوسل به مما شرع الله لعباده .
3)أن يكون العمل موافقا في أدائه لعمل رسول الله فلا يزيد عليه ولا ينتقص منه.
أنواعها :-
1)وهو أشرفها وهو القرب من الله تعالى والمنزله العاليه عنده
2)قضاء الحاجات أي التوسل لله تعالى للحصول على شيء في الدنيا أو الآخرة أو النجاة من مرهوب فيهما.
ما هى الوسائل المشروعة ؟
من الوسائل المشروعة :-
1)الإيمان:- هو من أفضل الأعمال التى يتوسل بها إلى الله تعالى ، ففي الحديث أن رجلا توسل في دعائه بالإيمان فقال : "اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت ، الأحد ، الصمد الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد " و رسول الله يسمع فقال :- "والذي نفسي بيده لقد سأل الله بإسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى".
2)الصلاة:- إن الصلاة بفرضها ونفلها من أفضل الوسائل فقد سئل رسول الله عن أحب الأعمال إلى الله تعالى فقال :- " الصلاة إلى وقتها " . وأي مؤمن أومؤمنة تعرض له حاجة ويرغب فى قضاؤها فليتوضأ وليصل ركعتين وليسأل الله تعالى حاجته فإنها تقضى.
3)الصيام:- روى النسائي أن أبا أمامة أتى رسول الله فقال :- يا رسول الله دلني على عمل أدخل به الجنه ؟ قال :- " عليك بالصوم فإنه لا مثل له " .
وقال أيضا :-" ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا". رواه البخاري
4)الصدقة:- قال رسول الله في الصحيح :- " إتقوا النار ولو بشق تمرة". وقال :- " الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار".
5)الحج:- إن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ، وإن من حج فلم يرفث أو يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
6)الإعتمار:- قال رسول الله في الصحيح :- " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة".
7)الجهاد والرباط:- قال رسول الله :- " إن في الجنه مائة درجة أعدها الله للمجاهدين فى سبيل الله ، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض". رواه البخاري ..... وقال أيضا:-" رباط يوم فى سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ".
تلاوة القرآن الكريم:- ان قراءة الحرف منه بعشر حسنات ، كما أن مجالس قراءتة تنزل عليها السكينة وتحفها الملائكه وتغشاها الرحمة. قال رسول الله :- " خيركم من تعلم القرآن وعلمه"رواه البخاري .
كما يقال لقارئ القرآن إذا دخل الجنة :-" إقرأ وارق ، ورتلّ كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" رواه الترمذي.
9)الذكر والتسبيح:- في الحديث القدسي قال الله تعالى :-" أنا عند ُحسن ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم". كما قال رسول الله :- " ما عمل أبن آدم عملاً أنجى من العذاب من ذكر الله تعالى " رواه الطبرانى باسناد صحيح.
10)الصلاه على النبى صلى الله عليه وسلم :- قال رسول الله في الصحيح :- " من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا ".
11)الإستغفار:- هو طلب المغفرة من الله تعالى بلفظ :- أستغفر الله ، أو اللهم إغفر لي ، وهو من الوسائل المشروعة قٌال تعالى :-( والمستغفرين بالأسحار)، وقال رسول الله :- " من قال أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، غفر له وإن كان قد فر من الزحف" رواه أبو داود.
وقال أيضا :- " من لزم الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب". صحيح.
12) الدعاء:- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- " ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا أتاه الله تعالى إياها ، أو صرف عنه من السوء مثلها ، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم". وقال :- " ما من مسلم ينصب وجهه لله عز وجل في مسألة إلا أعطاها إياه ، إما أن يعجلها له ، وإما أن يدخرها له في الآخرة".
13) دعاء المؤمنين:- من بين الوسائل المشروعة دعاء المؤمن لأخيه المؤمن ، مثلما قال رسول الله لعمر وهو يريد العمرة :- " لا تنسنا يا أخي من دعائك " .
وقال أيضا :- " من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الموكل به آمين ولك مثله " . رواه مسلم.
14) أسماء الله تعالى الحسنى:- التوسل بأسماء الله تعالى تكون بعدة أدعية منها :-
أ) سمع رسول الله رجلا يقول : يا ذا الجلال والإكرام فقال له :-" قد استجيب لك فسل ".
ب) قال رسول الله :- " إن لله ملكا موكلا بمن يقول يا أرحم الراحمين ، فمن قالها ثلاثاً قال الملك إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك فسل ".
ج) لإن النبي مرّ بأبي عياش وهو يصلي ويقول : " اللهم إني اسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت يا حنان يا منان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام " فقال النبي :- لقد سألت الله بأسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى .
د) قال رسول الله :- " دعوة ذي النون إذ دعاه وهو في بطن الحوت :- " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " ، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قطّ إلا أستجاب الله تعالى له ".
كما أن أسماء الله تعالى الحسنى كلها يدعى بها ويتوسل بها إليه .
15) فعل الخيرات مطلقا :- ما من خير أوبر يفعله المؤمن إيماناً واحتساباً إلا كان له وسيلة إلى ربه فليسأل مولاه عز وجل فإنه يعطيه ولا يحرمه .
16) ترّك المحرمات :- إن المؤمن إذا ترك كبيرة من الكبائر أو ذنبا كان مصرا عليه خوفا من الله تعالى وحياء منه إلا كان له ذلك وسيلة يتوسل بها إلى الله تعالى .
الإيمان بالملائكة:-
أدلة وجودهم:- تتكون أدلة وجودهم من عنصرين :-
أولاً الإخبار:- ومنها إخبار الله تعالى وكفى به دليلاً ، قال تعالى وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة).
ومنها إخبار الأنبياء عنهم وتلقيهم الوحي عنهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- " لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة"
ثانياً الآثار:- وهي كثيرة جدا نذكر منها :- القرآن الكريم هو أثر من آثارهم فهو نزل بطريق الوحي والمكلّف بذلك جبريل عليه السلام ، قال تعالى وإنه لتنزيلُ رب العالمين نزل به الرّوُح الأمين...)
، كما أن الموت أثر آخر فالموكل به ملك الموت ، قال تعالي قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلي ربكم تُرجعون)
ولا بُدّ لنا من أن نعرف أن الإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان والعقيدة الإسلامية لا تتم إلا به، قال تعالى ولكنّ البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين ).
خلق الملائكة:-
هم خلق عظيم ، وعددهم كثير ، خلقهم الله من نور ، وطبعهم على الخير ، فهم لا يعرفون الشر ، ولا يأمرون به ، ولا يأتونه ، يفعلون ما يؤمرون ، يسبحون الليل والنهار ولا يسأمون ، ولا هم عنها يستكبرون.
تفاضل الملائكة:-
إن الملائكة يتفاضلون في القرب من الله تعالى ، وأفضلهم جبريل ، وميكائيل وإسرافيل وملك الموت.
أعمال الملائكة:-
1)جبريل عليه السلام:- و يسمى أيضاً روح القُدّس ، وصفه الله تعالى بالقوة والأمانة، وخصه بأشرف وظيفة وهي السفارة بينه تعالى وبين رسله فكان ينزل بالوحي ، كما رافق النبي صلي الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعرّاج.
2)ميكائيل:- وهو الموكل بالمطر والنبات.
3)إسرافيل:- وظيفته النفخ في الصور يوم القيامة.
4)ملك الموت:- موكل بقبض الأرواح وله أعوان من الملائكة.
5)أعوان ملك الموت:- وهم صنفان ملائكة رحمة ، وملائكة عذاب وهم المقصودون بقوله تعالى توفته رسلنا وهم لا يفرِّطون) .
6)حملة العرش:- وهم الموكلون بحمل عرش الرحمن
7)رضوان:- خازن الجنة ورئيس الخدم فيها
خدم الجنة:- وهم ملائكة لا يحصى عددهم ، قال تعالي والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ).
9)الزبانية:- وهم تسعة عشر وكلهم الله تعالي بالنار فهم خزانها يعذبون فيها أهلها ، ورئيس الزبانية هو مالك .
10)الكرام الكاتبون :- وعملهم كتابة أعمال البشر فعلى يمين كل مكلف ملك يكتب صالح أعماله ، وعن يساره ملك يكتب سيئات عمله، قال تعالى وإنّ عليكم لحافظين ¤ كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون)
11)الحفظة:- عملهم حفظ الإنسان من الجان والشيطان والعاهات ، قال تعالى له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) . قال ابن عباس في تفسيرها : " ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه فإذا جاء قدر الله خلوا عنه" .
12)الملك الموكل بالرحم:- جاء في حديث البخاري ومسلم :" إنّ الله عز وجل قد وكل بالرحم ملكاً فيقول أي رب نطفه ، أي رب علقه ، أي رب مضغه ، فإذا أراد الله أن يقضى خلقاً قال : قال الملك أي رب ذكرّ أو أنثى ، شقي أو سعيد ؟ فما الرزق ؟ فما الأجل؟ فيُكْتب كذلك في بطن أمه"
13) ملك الجبال :- وهو ملك وكله الله بالجبال لحديث البخاري ومسلم :- " فناداني ملك الجبال فسلم علي فقال: يا محمد ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق غليهم الأخشبين".
14)الملائكة السياحون:- وهم ملائكة في الأرض يبلغون سلام أمة محمد وصلاتها علي نبيها صلي الله عليه وسلم ، للحديث الصحيح " إن لله في الأرض ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام".
15)ملائكة الدعاء:- وعملهم أن العبد إذا دعا بدعوة لأخيه المؤمن وهو غائب قال الملك: " آمين ولك بمثل ذلك".
16)ملائكة العروج بأرواح العباد بعد الموت:- لحديث مسلم " إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان فيصعدانها".
17)منكر ونكير:- وعملهما سؤال العباد في قبورهم عن الرب تعالى والدين والنبي صلي الله عليه وسلم .
وقد ورد ذكر الملائكة في مواضع عديدة في القرآن فذكر " الصافات ، والزاجرات ، التاليات ، النازعات، المقسمات ، الناشطات ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-" أطّت السماء وحقّ لها أن تئط، ما من موضع أربع أصابع إلا عليه ملك واضع جبهته ساجداً لله تعالى " رواه أحمد.
بعض صفات الملائكة:-
1)حياؤهم:- إن الملائكة تستحي إستحياء يليق بحالها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- " ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة"
2)تأذيهم:- أن الملائكة يتأذون من المكروه كما يتأذى الإنسان، لحديث مسلم :" من أكل الثوم ، والبصل والكراث فلا يقربنّ مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم".
3)تنزههم عن الأعراض البشرية :- أنهم منزهون عن الجوع والمرض والأكل والنوم ، قال تعالى يسبّحون الليل والنهار لا يفترون).
4)خوفهم من الله تعالى :- قال تعالى وهم من خشيته مشفقون).
5)طاعتهم لله تعالى :- قال تعالى لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون).
6)حبهم لمن يحب ربهم:- في الصحيحين " إنّ الله تعالي إذا أحب عبداً نادى جبريل : إن الله قد أحب فلاناً فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادى جبريل في السماء : إن الله قد أحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول في الأرض"
7)دعاؤهم ولعنهم:- إن الملائكة يدعون الله تعالى ويستغفرون للمؤمنين ، قال تعالى ويستغفرون للذين ءامنوا ربنا وسِعْتَ كل شيء رحمة ً وعلما فأغفر للذين تابوا....).
كما إنهم يلعنون من لعنه الله كما قال تعالى إنّ الذين كفروا وماتوا وهم كفِّار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة..)
عظم خلقهم:-إن الملائكة خلق عظيم وهم متفاوتون فيه ، فقد صح أن لجبريل عليه السلام 600 جناح ، في حين أن من الملائكة من له جناحان فقط
الجن والشياطين ماأدلة وجودهم ؟
أولاً :-
إخبار الله تعالى :- فقد ذكر الجن والشياطين في القرآن في أكثر من موضع ، قال تعالى خلق الإنسان من صلصال كالفخّار وخلق الجان من مارّج من نار).كما قال عز وجل وإما ينزغنّك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم).
ثانياً :-
إخبار الرسول صلي الله عليه وسلم :- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- " ما من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجنّ قالوا : وإياك يا رسول الله ، قال : وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير". رواه مسلم.
و كما قال صلى الله عليه وسلم:- " لا يأكل أحدكم بشماله ولا يشربن بها فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها ". رواه مسلم.
ومن ذلك نعرف أن الإيمان بوجود الجن والشياطين واجب ومن عقيدتنا .
ما مادة خلقهم ؟
خُلق الجن من النار وكان خلقه قبل خلق الإنسان ، قال تعالى والجآن خلقنه من قبلُ من نار السُموم).
ما سبب تسميتهم؟
سُمىَ الجن كذلك لاجتنانهم وهو استتارهم وعدم ظهورهم للناس ، قال تعالى إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم).
ما غذاؤهم ؟
سأل الجن رسول الله صلى الله عليه وسلم الزاد فقال لهم :" كل عظم يذكر بسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحماً"، كما نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإستجمار بالعظم وقال :" إنه طعام إخواننا من الجن".
توالدهم:- يتوالد الجن فيما بينهم حسب طبيعة خلقهم ، كما ورد في صحيح مسلم أن الشيطان يشارك الإنسان ف طعامه وشرابه وفراشه ، لذلك قال رسول الله :" لو أن أحدكم يقول حين يأتي أهله باسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، ثم قُدر بينهما في ذلك ، أو قضى ولد لم يضره شيطان أبداً". رواه الشيخان.
الفرق بين الجن والشيطاين؟
الجن نوعان هما:-
1) شياطين لا خير فيهم البتة .
2)وجن منهم الصالح والفاسد.
ويوجد قول أن الشياطين هم الفسقة من الجن أي أن الشيطان من الجن ولكن الجن ليس شرطاً أن يكون شيطان.
قال تعالي :-( وأنّا منا الصالحون ومنا دون ذلك ).
أين يسكنون ؟
في الغالب يسكنون الخرائب والحشوش والمزابل والقمائم ، لحديث أبى داود " إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل أعوذ بالله من الخبث والخبائث".
ماقدّرهم و مكانتهم ؟
إن الجنّ حتى الصالحون منهم أقل قدراً و كرامة من الإنسان ، فقد قرر الخالق عزّ وجّل كرامة الإنسان ورفعته حيث قال تعالي:-( ولقد كرّمنا بنى آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضّلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا).
التحصُن من الشياطين كيف يكون ؟
هناك سبعة طرّق للتحصُن من الشيطان وهي:-
1)الاستعاذة بالله تعالي ، قال تعالي:-( وإما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم).
2)قراءة المعوذتين:- لحديث النسائي وهو حسن :- " يا ابن عباس ألا أدلك أو ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون؟ قال: بلى يا رسول الله . قال : قلّ أعوذ برب الفلقّ ، وقل أعوذ برب الناس هاتين السورتين."
3)قراءة آية الكرسي:- لحديث أبي هريرة في صحيح مسلم :-" أن الشيطان لما ألقى أبو هريرة عليه القبض قال :- أطلقني وأعلمك آية لا يقرؤها أحد ويقربه شيطان أبدا ، وقد أقر رسول الله ذلك بقوله :- صدقك وهو كذوب".
4)قراءة سورة البقرة :- لحديث مسلم وفيه :-" لا تجعلوا بيوتكم مقابر إنّ الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة"
5)الذكرّ:- من قال :-" لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير " في يوم مائه مرة كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي .
6)ذكر الله تعالى :- لحديث الترمذي وفيه :-" كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى ".
7)الوضوء عند الغضب:- لحديث أبو داود وأحمد وفيه :-" إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان من النار وإنما تُطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ".
الإيمان بالكتب:-
حقيقته:- التصديق الجازم بما أوحى الله تعالى من كلامه الخاص إلى من اصطفى من رسله عليهم السلام ، فجُمع ودوّن فكان صحفاً وكتباً قيمة ، فما عُرف منها آمن به المؤمن تفصيلاً ، وما لم يعرف آمن به إجمالاً.
الكتب الإلهية:- إن المصدر الوحيد لمعرفة الكتب الإلهية بالتفصيل هو القرآن الكريم وحده إذ هو الكتاب المحفوظ ، قال تعالي :- "إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون".
وقد ذكر القرآن صحف إبراهيم وموسى ، وتوراة موسى ، وإنجيل عيسى ، وزبور داود عليهم السلام.
منزلة القرآن بين كتب الله تعالي :-
1)يعتبر القرآن ناسخاً لما كان قبله من الكتب وذلك لما داخلها من تحريف ولكونها كانت محصورة على القوم الذين أنُزلت عليهم وموقوتة بزمان معيّن.
2)وهو مهيمناً عليها ورقيباً وشهيداً قال تعالى :- ( وأنزلنا إليك الكتب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه).
3)وهو بما يحمله من التشريع الإلهي عام لكل الناس في إي مكان كانوا وفي أي زمان وجدوا .
4)وهو محفوظ بإذن الله تعالى فقد تعهد الرب تبارك تعالى بحفظه إلى أن يرفعه إليه.
5)شموله لأصول الهداية البشرية والمنهج الرباني لتحقيق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة
بيان ببعض ما في القرآن من الهدى والخير:-
1)الهدى الموصل إلي كل خير ، قال تعالى :-( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين).
2)الرحمة بأتم معناها التي تشمل الإنسان والجانّ وكل المخلوقات ، قال تعالى:-( الم تلك آيات الكتب الحكيم هدى ورحمة للمحسنين).
3)الشفاء التّام لجميع الأمراض العقلية والنفسية والقلبية شفاء ً من الكفر والشرك والقلق والخوف والكبرّ والحسد ، قال تعالى:-(وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين).
4)الموعظة الداعية إلى أكتساب كلُ فضيلة.
5)البشرى بخير الدنيا والآخرة وسعادتهما .
6)الذكر الإلهي التي تحيا عليه القلوب ، قال تعالى:-( وإنّه لذكر لك ولقومك وسوف تُسألون).
الخلاصة:-
إن المؤمن قد آمن ويؤمن بكل ما أنزله الله من كتب إجمالاً فيما لم يعرف وتفصيلاً فيما عرف ، فآمن بصحف إبراهيم وألواح موسى وتوراته ، وزبور داود ، وإنجيل عيسى ، وفرقان محمد صلي الله عليه وسلم وعليهم أجمعين.
كما آمن بالقرآن على أنه كتاب إلهي هو أكمل الكتب ، نسخ الله تعالى به كل ما سبقه من الكتب
قال رسول الله مبيناً نسخ كتابه ( القرآن) لغيره من الكتب ونسخ دينه ( الإسلام) لغيره من الأديان :-" والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني". حديث صحيح.
الإيمان بالرسل:-
تعريف الوحي الإلهي وطرقه:-
الوحي الإلهي هو ما يوحي به الله تعالى من كلماته الصادقة في أخبارها ، العادلة في أحكامها بطريقة من طرق الوحي إلي من يصطفي من الناس.
وهناك ثلاث طرق لتلقي الوحي:-
1)الوحي المباشر:- وهو أن يعدّ الله تعالى قلب العبد إعداداً خاصاً ، ثم يلقي إلي صاحبه بكلماته التي أراد أن يوحي بها إليه ، فيتلقاها النبي ويعيها وعياً كاملاً صحيحاً.
2)أن يخاطب الله تعالي من أعده لذلك من أنبيائه ورسله فيُسمعه كلامه المباشر مع القرب وبدونه ولكن من وراء حجاب ، فيسمع النبي الكلام ولا يرى المتكلم ، وقد تمّ هذا للنبي ليلة الإسراء والمعراج، كما تمّ هذا التكلم من وراء حجاب لموسى عليه السلام بجبل الطّور.
3)أن يوحي الله تعالي إلي من أصطفى من رسله بواسطة ملك يرسله إليه وكان جبريل موكلاً بالنبي محمد صلي الله عليه وسلم ، والملك الرسول يأتي أحياناً في صورته الملائكية وأحياناً يتمثل بشراً ، فكان جبريل يأتي للنبي أحياناً في صورة دحيه الكلبي ، ومرة أخرى في صورة أعرابي .
تعريف النبي:- هو ذكر من بني آدم أوحى الله إليه بأمر فإن أُمرّ بتبليغه إلي الناس فهو نبي ورسول.
وإن لم يؤمر بتبليغه فهو نبي .
فكل نبي رسول وليس كل رسول نبي !!!
ومثال النبي غير الرسول يوشعّ بن نون صاحب موسى وفتاه، ومثال النبي الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ما الصفات التي يجب توفرها في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ؟
إن للأنبياء صفات كمال لا تفقد في أحدهم أبداً ومنها :-
1)الصدّق:- يستحيل أن يتصف المؤهل للنبوة بضد الصدّق وهو الكذب والنفاق أو الإهمال واللامبالاة بل يتمتع بصدّق القول والنية والإرادة وصدق العمل.
2)الأمانة:- وذلك في كل شئ في القول والعمل ، في الرواية والتبليغ ، في السرّ والعلنّ معاً.
3)التبليغ:- والمراد أن يبلغ الرسول كل ما أُمر بتبليغه فلا يخفى منه شيئاً ، فلا تحمله رغبة ولا رهبة على أن يكتم بعضاً مما أوحى إليه.
4)الفطنة:- وهي ليست الفهم والذكاء فحسب بل هي مع ذلك رقة الشعور وصفاء الذهنّ وسرعة البداهة.
ترتيب الرسل عليهم الصلاة والسلام :-
آدم ـــ شيث ـــ إدريس ـــ نوح ـــ هود ـــ صالح ـــ إبراهيم ـــ لوطّ ـــ إسماعيل ـــ إسحاق ـــ يعقوب ـــ يوسف ـــ شعيب ـــ موسى وهارون _
داود ـــ سليمان ـــ إلياس ـــ أيوب ـــ اليسعّ ـــ يونس ـــ زكريا ـــ يحيى ـــ عيسى ـــ محمد صلي الله عليهم وسلم أجمعين.
من أولو العزم من الرسل عليهم الصلاة والسلام ؟
هم خمسة :- [ محمد ــ نوح ــ إبراهيم ـــ موسى ـــ عيسى ] صلي الله عليهم وسلم .
مع نبينا وحبيبنا خاتم النبيين وسيد ولد آدم أجمعين وإمام المتقين وخليلُ ربّ العالمين وصفوة خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
محمد صلي الله عليه وسلم :-
نسبه صلي الله عليه وسلم :-
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصي بن كلاب بن كعب بن مرة بن لؤي بن غالب بن فهربن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن معد بن كنعان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام.
نشأته صلي الله عليه وسلم :-
ولد رسول الله بمكة ولدته أمه آمنة بنت وهب على أفضل الرويات في صبيحة يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول عام الفيل الموافق أغسطس سنة 570 ميلادية ، مات والده وهو في بطن أمه ، وماتت أمه وهو ابن ست سنين ، كفله جده فلما مات كفله عمه أبو طالب وكانت حاضنته أم أيمن.
زواجه صلي الله عليه وسلم :-
تزوج وهو في الخامسة والعشرين من السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وأنجب منها القاسم وعبد الله وقد ماتا صغيرين ، وأربع بنات هنّ :- فاطمة الزهراء ، وزينب ، وأم كلثوم ، ورقية.
نبوته صلي الله عليه وسلم :-
لما بلغ أربعين عاماً وكان قد حبب إليه التعبدّ في غار حراء في شهر رمضان ، جاءه جبريل وهو به فضمه إلي صدره وأرسله ثلاثاً وقال له : أقرأ فقال : ما أنا بقارئ ، وفي الرابعة قال : ( أقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق * أقرأ وربك الأكرم )فذهب إلى السيدة خديجة وهو خائف فطمأنته وذهبت به إلى إبن عمها ورقة بن نوفل فبشره بأن من جاءه هو الناموس الذي نزل على موسى وأخبره أن قومه سيخرجونه وتمنى أن يكون موجوداً لينصره ولكنه توفي بعدها وفتر الوحي فترة، ثم تبدى له جبريل عليه السلام في صورته الملائكية وقد سد الأفق وله ستمائة جناح ، ونزل قوله تعالي:- ( يأيها المدثر*قم فأنذر*وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر) فأرسل بها ، وبدأ رسول الله دعوته فرديه سريه ثم جاءه الأمر بالجهر بالدعوة ، قال تعالى:-(فاصدع بما تؤمر).و تلقى رسول الله هو ومن آمن معه صنوفاً من العذاب والأذى والاضطهاد مما اضطر بعض الصحابة إلي الهجرة إلي الحبشة ثم إلي المدينة كما حوصر قبلها هو ومن معه ثلاث سنوات في شعب أبى طالب جاعوا فيها حتى أكلوا ورق الشجر، وفي هذه الأثناء توفيت أمناالسيدة خديجة التي كانت أكبر عون له بعد عون الله ومن بعدها عمه أبو طالب الذي كان رغم عدم إسلامه الدّرع الواقي للنبي حتى سُمي هذا العام عام الحزن.
وفي نهاية هذه السنة ( السنة العاشرة) ومطلع السنة الحادية عشرة عُرج به إلي السماء وكلمه الله تعالى وفُرض على أمته الصلاة ، وبعدها تم عقد بيعة العقبة الأولى والثانية بينه وبين الأنصار ومن بعدها هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليثرب التي أصبح اسمها طيبة والمدينة المنورة .
ومنها أنطلق المسلمون ينشرون راية الإسلام في كل مكان ولم يقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنتظم الإسلام في كل شبة الجزيرة العربية ونزلت الآية :-( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). وقُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأثنين من شهر ربيع الأول بعد عشر سنوات وبضع أشهر من هجرته للمدينة .
بعض صفاته صلى الله عليه وسلم:-
1)رجاحة العقل:-
·شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعثته حلف الفضُول الذي يدعو إلى نصرة المظلوم والوقوف بجانبه حتى يأخذ حقه ممن ظلمه.
·حكمه بأن يوضع الحجر الأسود في ثوب وتأخذ بأطرافه القبائل القرشية حتى إذا بلغ مكانه تناوله بيده الشريفة ووضعه مكانه وبذلك جنّب قريش حرباً كانت من الممكن أن تنشب.
·تنازله لقريش في صلح الحديبية عن كتابة لفظ الرحمن الرحيم ، ولفظ محمد رسول الله لإتمام الصلح الذي كان ببصيرته يعلم أن وراءه خيراً كثيراً.
2)الشجاعة:-
·قال عنه أفذاذ الأبطال كعلي بن أبي طالب ، والزبير وخالد وغيرهم :- كنا إذا حمىَ الوطيس ، واشتد البأس نلوذ برسول الله نتقي به ".
·في يوم حُنين هُزم الجيش المسلم شر هزيمة وثبت رسول الله وحده في الميدان حتى ثاب إليه أصحابه وقاتل بهم حتى انتصر.
3)السياسة:-
·إذنه لأصحابه بالهجرة للحبشة واختياره لها لأن بها ملك صالح عادل يستأمنه على أصحابه.
·عقده لإتفاقتي العقبة الأولي والثانية وما ترتب عليهما من هجرة للمدينة ومنها كانت انطلاقة الإسلام في كل العالم.
·معاهدته ليهود المدينة وما حققته هذه المعاهدات من حماية للمسلمين في أول عهدهم بالمدينة .
·مؤاخاته بين المهاجرين والأنصار مما جعل منهم جسماً واحداً منصهراً في بعضه .
4)الرحمة:-
·رُفع إليه ابنه إبراهيم وهو في مرض الموت فاحتضنه وبكى وقال :-" إنّ العين تدمع والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بفُراقك يا إبراهيم لمحزونون". متفق عليه.
·زار مرة قبر أمه وتوقف عليه وبكى طويلاً وقال :-" استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي ، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي ". رواه مسلم
5)الكرم:-
·جاءه إعرابي فأعطاه غنماً بين جبلين فرجع إلي قومه فقال:- " يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة".
·بايع مرة جابر بن عبد الله في جمل له فباعه إياه بكذا مائه درهم ، ولما جاء يتقاضاه الثمن أعطاه الثمن والجمل.
6)العدل:-
·حينما سرقت المخزومية وجاء أسامه بن زيد يشفع لها فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو في غضب شديد :-" أتشفع في حد من حدود الله يا أسامه؟ والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها." متفق عليه.
·قبل غزوة بدر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يساوى بين الصفوف فمر بسواد ابن غذيه وهو متقدم علي الصف فوكزه في بطنه وقال له استو يا سواد ، فقال : يا رسول الله أوجعتني ، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال له أستقد.
7)لعفو والحلم:-
·قسّم رسول الله صلي الله عليه وسلم مالاً بين الناس فجاءه إعرابي فجذبه من طرف ردائه وقال :- هذه قسمة ما أُريد بها وجه الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-" فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله ؟ رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر" وما زاد على ذلك.
·دخل إعرابي مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم فبال فيه فقام إليه الصحابة لينتهروه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:-" دعوه لا تزرموه( أي لا تقطعوا عليه بوله) " فتركوه حتى قضى حاجته ثم أمر رسول الله بدلو ماء فصبوه عليه وكلم الإعرابي بهدوء ورفق شديدين وأفهمه أن المساجد لا تصح فيها هذه الأشياء.
وهذه فقط بعض المواقف لأن حياته كلها منهاج للمسلم وكلها تطبيق لهذه الصفات الرائعة
بعض معجزاته صلي الله عليه وسلم :-
1)القرآن الكريم:-
فهو أكبر معجزة عرفها التاريخ ، فقد حوى أعظم تشريع ، واشتمل على قدر من العلوم الإلهية وعلى أثبات الحقائق العلمية والكونية ، كما تعرض لبدء الخليقة ، وفيه ذكر من قصص الماضين ، بل هو يتحدى كل الخلق على مرّ العصور أن يأتوا بمثله أو بسورة منه.
2)فيضّان الماء :-
فاضّ الماء بين يديه صلى الله عليه وسلم بالحديبية حتى سقى وروى جيشاُ كاملا من ألف وأربعمائة رجل وامرأة.
3)تكثير الطعام:-
يوم الخندق حينما أطعم بصاع من شعير وجدي صغير الجيش بأكمله فصلى الله عليه وسلم .
4)حنين الجذع له:-
حينما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدأ يخطب من على المنبر فاشتاق الجذع له وصدر عنه أنين سمعه من في المسجد ولم يسكت إلا بعد أن أتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهدهده.
5)رده لعين قتادة:-
وذلك يوم أحد حينما خرجت عينه بسبب ضربة في المعركة وتدلت ، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح عليها فكانت أحسن منها قبل إصابتها .
6)تسبيح الطعام:- كان الطعام يُسبح بين يديه صلى الله عليه وسلم والصحابة يسمعون.
7)انشقاق القمر:-
وذلك حين طلبت قريش دليلا على صدقه صلى الله عليه وسلم فانشق القمر فكان فلقتان على جبل أبي قبيس وأهل مكة كلهم يشاهدون.
تسليم الشجر:-
كان إذا مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشجر أو حجر يسلمون عليه والناس تسمع.
9)الإسراء والمعراج:-
وهي من أعظم المعجزات حيث أُسري به صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى ، واجتمع بكل الأنبياء وصلي بهم إماماً ، ثم عُرج به صلى الله عليه وسلم إلي السماء حتى وصل إلي سدرة المنتهى ،وكلمه ربه وفرض عليه وعلى أمته الصلاة الخمس.
وهذه كانت بعضاً من معجزاته صلي الله عليه وسلم وهناك كتاب بعنوان [ معجزات الرسول صلي الله عليه وسلم ] للشيخ إبراهيم جلهوم والشيخ عبد السلام حماد لمن أراد الزيادة .