مبدع البطاخ المــدير العـــام
عدد المساهمات : 1374 نقاط : 140069113 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 10/03/1993 تاريخ التسجيل : 04/04/2011 العمر : 31 الموقع : احمد لتصميم المواقع الاسلامية
| موضوع: قفل الإحساس عند المراهقين الإثنين 02 مايو 2011, 10:38 | |
| قفل الإحساس عند المراهقين
| * د. فوزية الدريع يُلاحظ معظمنا، أنّ الولد يكون في بداية حياته حيوياً وحساساً ومتواصلاً مع محيطه. لكن، مع بداية المراهقة، فجأة يقفل إحساسه ومشاعره وكأنّ الطفولة انفتاح، والبلوغ إقفال. والحقيقة، أنّ الولد يقفل إحساسه، رغبةً منه في ألاَّ يعرف أحد عن رغباته الجنسية، التي بدأت تظهر داخله. إنّ الولد، رغماً عنه، ولا شعورياً، بُجفّف عواطفه ومشاعره، لأنّه يريد أن يجفف ينابيع الرغبة والإثارة في جسده. إنّ المراهق المسكين، يقوم بكل هذا رغماً عنه، ومن دون إرادته. وكأنّه بذلك يُوقف كل أحاسيسه في الحياة، كل شيء، حتى لا يعود يفكر في الجنس. لكن تصرُّف المراهق هذا، هو مجرّد وهم. ذلك أنَّ قوّة الجنس تبقَى تتصاعد داخله. وهو يجب أن يفهم هذا الأمر. ويتوجَّب على الكبار أن يفهموا ما يجري داخله، وأن يساعدوه بلطف للتعبير عن أحاسيسه التي يحاول أن يتهرّب منها. كلّنا نريد لأولادنا المراهقين أن يشعروا بالأمان والراحة النفسية بخصوص تفكيرهم ومشاعرهم الجنسية. لكن هناك واقعاً يجب أن نفهمه، وهو أن تربيتنا لأولادنا ليس هذا كل شيء، ولسنا المصدر الوحيد لأفكارهم. إذ تتداخل أمور عديدة في خط تربيتنا، يمكن أن تُدخل في رأي أولادنا أموراً سيِّئة. فهناك التلفزيون والإنترنيت والجرائد، وأخبار الناس والأصدقاء. وهناك مسألة مهمة يجب أن ندركها ونحس بها، وهي أنّ أولادنا ذاتهم يعيشون في قلق. ويجب أن نكون نحن الكبار، وخاصة الأُم والأب، معهم على الخط، بخصوص المتغيّرات التي تحصل لهم. إنّ الثقة التي نزرعها في أولادنا، والتي تقوم على خلق حالة مُصارحة معنا، هي أهم طريقة لحمايتهم، لأنّ القلق والفضول من أخطر الأمور التي يمكن أن تقلب كيان أولادنا وتدفعهم إلى خطر السؤال والتجريب الجنسي. إنّ الإحساس الجنسي الذي قد يقبل أبناؤنا عليه، هو إحساس رائع إذا قدرنا أن نزرعه بصورته الجميلة في نفوس أولادنا. إنّ الولد يتعرّض لضغوط نفسية شديدة من جهات عديدة. ويكفي أنّ الولد لديه مكان يقضي فيه معظم وقته، وهو مكان مأساوي إذا لم يجد فيه راحة، وهو المدرسة. ذلك أنّ المدرسة ليسَت مكاناً للتحصيل الدراسي وحسب، بل هي مكان أعقَد بكثير من ذلك. فالولد عرضة لإضطهاد الأولاد الآخرين، أيّاً كانت صورة الإضطهاد، جنسية كانت أم مجرّد نفسيّة. إنّ الولد المتعرِّض للإضطهاد، قد يضيع دراسياً ونفسياً، وحتى جنسياً. فيجب علينا أن نُراقب أولادنا، وإنْ صمتوا، لا بل تحديداً إنْ صمتوا. هناك علامات يمكننا أن نُلاحظها لو تَعرَّض أولادنا للإضطهاد. ولكن حالة القلق والتعب النفسي التي نقرؤها في عيون أولادنا هي الأهم، ولابدّ من دخول قلب الولد لمعرفة مَن يضايقه، ثمّ دخول الحقيقة معه، أيّاً كانت هذه الحقيقة.
|
| |
|