مبدع البطاخ المــدير العـــام
عدد المساهمات : 1374 نقاط : 140069113 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 10/03/1993 تاريخ التسجيل : 04/04/2011 العمر : 31 الموقع : احمد لتصميم المواقع الاسلامية
| موضوع: الابتسامة سنة ووسيلة الخميس 28 أبريل 2011, 22:35 | |
| الابتسامة سنة ووسيلة
الابتسامة سنة نبوية ووسيلة دعوية
فإن تعبيرات الوجه تتكلم بصوت أعمق من صوت اللسان وكأني بها تقول عن صاحبها : إني أحبك ، إني سعيد ومسرور برؤيتك ، فالوجه هو عنوان الداعية ، والمرآة التي تعكس نفسيته وأعماقه ؛ فإن كان متجهما أوحى بالضيق والتجهم ، وإن كان طلقا مبتسما أوحى بالبشر والخير .
والابتسامة هي انفراج أسارير عن انفعالات صادقة داخل النفس ؛ تحرك الوجدان وتشرق على الوجه كوهج البرق ، حتى ليكاد الوجه يتحدث بنداء وهواتف تلتقطها القلوب فتنجذب الأرواح فتأتلف بسبب ذلك .
فالداعية لابد أن يتذوق طعم الابتسامة الصادقة ، ويدرك أثرها العظيم ، فكلما أخلص فيها النية حفرت في الصخر وأنبتت في الصحراء ، وأظهرت خير أمة أخرجت للناس ، وكانت من صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يقول أصحاب السير : أنه كان بسـّام المحيا ، كيف لا يكون وهو القائل : « ْتَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ » [رواه الترمذي وصححه الألباني] .
وهذه صدقة لا تكلفك دينارًا ولا درهمًا ، وكنز لو عرفت كيفية استخدامه ، لأسرت القلوب ، ولفتحت النفوس ثم سكبت من دواء الدعوة الراشدة والإيمان ما غيرت به وجه الكون .
وعن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال : « غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان معنا أناس من الأعراب فكنا نبتدر الماء وكان الأعراب يسبقونا إليه فسبق أعرابي أصحابه فيسبق الأعرابي فيملأ الحوض ويجعل حوله حجارة ويجعل النطع عليه حتى يجيء أصحابه ، قال : فأتى رجل من الأنصار أعرابياً فأرخى زمام ناقته لتشرب فأبى أن يدعه فانتزع قباض الماء فرفع الأعرابي خشبة فضرب بها رأس الأنصاري فشجه فأتى عبد الله بن أبي .. رأس المنافقين فأخبره وكان من أصحابه فغضب عبد الله بن أبي ثم قال : لا تنفقوا على من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ينفضوا من حوله - يعني الأعراب - وكانوا يحضرون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الطعام ؛ فقال عبد الله : إذا انفضوا من عند محمد فأتوا محمدا للطعام فليأكل هو ومن عنده ثم قال لأصحابه : لئن رجعنا إلى المدينة فليخرج الأعز منكم الأذل .
قال زيد : وأنا ردف رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فسمعت عبد الله بن أبي فأخبرت عمي فانطلق فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحلف وجحد فصدقه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكذبني ، قال : فجاء عمي إلي فقال : ما أردت إلي أن مقتك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكذبك والمسلمون ، قال : فوقع علي من الهم ما لم يقع على أحد فبينما أنا أسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفره قد خفقت برأسي من الهم إذ أتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعرك أذني وضحك في وجهي فما كان يسرني أن لي بها الخلد في الدنيا ثم إن أبا بكر لحقني فقال : ما قال لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: ما قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا غير أنه عرك أذني وضحك في وجهي فقال : أبشر ثم لحقني عمر فقلت له مثل قولي لأبي بكر فلما أصبحنا قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة المنافقين » [رواه الترمذي وصححه الألباني] .
ومما ثبت أيضا في استحباب البشاشة وطلاقة الوجه عند اللقاء ما رواه جابر بن سليم الْهُجَيْمِىُّ - رضي الله عنه - قال : قلت : « يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَعَلِّمْنَا شَيْئاً يَنْفَعُنَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِ . قَالَ : لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئاً وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي وَلَوْ أَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْبَسِطٌ ... » [رواه أحمد وصححه الألباني] .
قوله - صلى الله عليه وسلم - : (مُنْبَسِطٌ) أي : منطلق بالسرور والانشراح ، قال حبيب بن ثابت : " من حسن خلق الرجل أن يحدث صاحبه وهو مقبل عليه بوجهه " .
توجيهات وتلميحات حول الابتسامة :
1- اجعل الابتسامة رسولك إلى قلوب الآخرين فهي مفتاح النفوس ، وتجلب الراحة والهدوء للمبتسم نفسه و« تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ » [رواه الترمذي وصححه الألباني].
2- عندما تشعر أن الآذان قد أغلقت أمامك وتعطل استقبال رسالتك فعطر الجو بطرفة يتلوها ابتسامة .
3- حذار من الابتسامة الساخرة أو الباردة فهي تحول بين الآخرين وبين الثقة فيك .
4- حاول التعرف على ما نفس الآخر من خلال رصد ابتسامته وملاحظة جبينه وحركات عينيه .
5- حاول أن تعود نفسك على أن تكون ابتسامتك وسيلة لإبلاغ رسالتك كما تريد ، وإن كانت مشاعرك خلاف ذلك .
6- عوِّد نفسك على الاستمتاع بالطرائف المضحكة لتتعود على الضحك أحيانا .
بعض الأقوال في التبسم :
قال أبو حاتم بن حبان - رحمه الله - : " الواجب على المسلم إذا لقي أخاه المسلم أن يسلم عليه متبسما إليه فإن من فعل ذلك تحات - سقط - عنهما خطاياهما كما تحات ورق الشجر في الشتاء إذا يبس وقد استحق المحبة من أعطاهم بشر وجهه " .
وعن سعيد بن الخمس قال : قيل له : ما أبشـَّك ؟! قال : إنه يقوم على برخيص . يعني : إن البشاشة رخيصة لا تكلفه مالا ولا جهدا ، وإنها غالية وقيمة ؛ لأنها تجذب القلوب وتقتلع أسباب البغضاء.
منتديات شباب البطاخ | |
|