ألَّف علماء الحديث كتباً جمعوا فيها الأحاديث الموضوعة ، ليعرفها الناس ويحذروها ، ومن هذه المؤلفات :
1 ــ تذكرة الموضوعات :
ألَّف الحافظ محمد بن طاهر المقدسي المتوفى سنة (507) كتباً سمَّاه تذكرة الموضوعات ، ورتَّب أحاديثه بحسب أوائلها على حروف المعجم ، وهو كتاب مختصر بالنسبة إلى ما سواه .
2 ــ كتاب الأباطيل :
وألَّف بعده أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الجوزقاني المتوفى سنة ( 543) كتاب الموضوعات من الأحاديث المرفوعات ، ويقال له أيضاً كتاب الأباطيل .
3 ــ الموضوعات :
ثم تلاهما الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي المتوفى سنة ( 597) ، فألف كتابه الموضوعات ، وهو أوسع الكتب المؤلفة في بابه ، وأيسرها منالاً لسهولة تبويبه وطريقة الاستخراج منه .
4 ــ المغُنْيِ عن الحفظ والكتاب ، بقولهم : لم يَصحَّ شيء في هذا الباب :
ثم ألف بعده الحافظ ضياء الدين أبو حفص عمر بن بدر الموصلي المتوفى سنة ( 622) جزءه المسمى المغُنْيِ عن الحفظ والكتاب بقولهم : لم يَصحَّ شيء في هذا الباب ، لخَّص به كتاب الإمام ابن الجوزي فما أحسن .
5 ــ المنار المنيف في الصحيح والضعيف :
وتلاه الحافظ العلامة الإمام أبو عبد الله محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية، المتوفى سنة ( 751 هـ ) ، فألَّف كتابه المنار المنيف في الصحيح والضعيف لخص به الموضوعات لابن الجوزي تلخيصاً حسناً ، وقعَّد لها قواعد وضوابط ، فجاء الكتاب على صغره ولطافة حجمه جامعاً مفيداً متميِّزاً ، كسائر كتب ابن القيم رحمه الله تعالى .
وهذا الكتاب من خير ما ألف في الموضوعات ومن أجمعها علماً ، وأصغرها حجماً وأحكمها ضوابط لمعرفة الحديث دون أن يُنْظَر في سنده .
وهو يتضمن خمسين فصلاً ، يبدأ الفصل الأول فيه بإيراد أربعة أسئلة وجهت للمؤلف فجاء الرد عليها في الفصول الثلاثة التالية .
وفي الفصل الخامس سئل المؤلف عن إمكانية معرفة الحديث الموضوع بضابط دون أن ينظر في سنده ، فكان الرد مفتتح الفصل السادس ، حيث نبه المؤلف إلى أمور كلية وأمارات يعرف بها الحديث الموضوع . ثم عرض تلك الأمارات عرضاً استغرق جل الكتاب مع التمثيل لكل أمارة بعدد من الأحاديث الموضوعة حتى استوفى نهاية الفصل التاسع والأربعين .
والفصل الأخير : حول المهدي المنتظر وما ورد فيه من الأحاديث ، ومن هو المهدي المعني بها .
والكتاب يعرض جملة من الأحاديث الموضوعة ، ويضيف إليها ضوابط وقواعد يعرف بها الحديث الموضوع من الحديث الصحيح ، وهذا يفيد ذوي الاختصاص في الحديث ، ويأخذ بيد المبتدئ لتكوين الملكة التي تساعده على التمييز بين أنواع الحديث صحيحه وضعيفه وموضوعه.
6 ــ اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة :
ثم ألّف الحافظ السيوطي المتوفى سنة ( 911) كتابه الكبير اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ، وانتقد فيه كتاب ابن الجوزي ، وزاد عليه جملة أحاديث ، وألف كتابه الثاني الكبير : ذيل الموضوعات ، وهو كتاب مهم نافع .
7 ــ تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة :
وتلاه الشيخ المحدث الحافظ أبو الحسن على بن محمد بن عراق الكناني ، المتوفى سنة ( 963) ، فألَّف كتابه تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة ، ونظَّم هذا الكتاب تنظيماً جيداً في تبويبه وترتيبه وقدم له بمقدمة واسعة جامعة اشتملت على فوائد نفيسة ، كما اشتملت على أسماء الوضاعين مرتبة على حروف المعجم ، فكانت كالمعجم لهم .
8 ــ المصنوع في معرفة الحديث الموضوع :
وتلا هؤلاء العلامة المحدث الفقيه على القاري الهروي المكي ، المتوفى سنة( 1014 )، فألَّف كتابين في الموضوعات ، كتاب كبير واسمه تمييز المرفوع عن الموضوع ، وهو الموضوعات الكبرى . وآخر صغير واسمه المصنوع في معرفة الحديث الموضوع .
9 ــ الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة :
وجاء بعده الإمام الشوكاني أبو عبد الله محمد بن علي الشوكاني اليماني، المتوفى سنة ( 1255) ، فألف كتابه الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ، وضمنه فوائد حسنة بالنظر لمن سبقه من المؤلفين في هذا الباب .
وهناك كتب أخرى غيرُ ما ذكرنا.
وإلى جانب هذا ألف العلماء كتباً خاصةً في تراجم الضعفاء والمجروحين ، وترجموا فيها للوضاعين والكذابين ، وكشفوا حالهم ، وذكروا في تراجمهم الأحاديث الموضوعة التي نُقِلَتْ عنهم ، ونبَّهوا عليها .
وذلك مثل كتاب الضعفاء للبخاري والضعفاء للنسائي ، والضعفاء للعُقيلي ، والضعفاء والمتروكين لابن حبان ، والضعفاء للأزدي ، والكامل في الضعفاء لابن عدي ، والضعفاء لابن الجوزي ، وميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي ، ولسان الميزان لابن حجر ، والكشف الحثيث عمن رُمي بوضع الحديث للحافظ برهان الدين الحلبي ، وهذا الكتاب خاص بالوضَّاعين فحسب .