اعتاد رجال اتحاد كرة القدم على مر العصور ولكن خاصة فى السنوات الاخيرة على التعامل مع الامور بطريقة خاصة جدا تميزهم عن غيرهم من ابناء الاتحادات الاخرى المسئولة عن الالعاب الاخرى .. ويجوز ان طبيعة اللعبة الشعبية الاولى التى يهتم بها الجميع صغارا وكبارا تجعل قراراتهم محط اهتمام اعداد غفيرة من الجماهير لدرجة ان ابسط قرار يصدره سكان شارع الجبلاية يكون محورا لاهتمام الملايين فى بر مصر.
ولهذا فقد ابتدع سكان الجبلاية طريقة خاصة لمعالجة الامور وحل المشاكل ويمكن ان نسمى هذه الطريقة "طريقة البالونة" اى بالونة الاختبار اى اتخاذ توصية بقرار ما مع التأكيد من جانب ابواق الدعاية على انها مجرد توصية بهدف التعرف على ردود الفعل المنتظرة لاى قرار قبل صدوره!! ومن ابرز الامثلة على ذلك مايتعلق مثلا بانهاء العلاقة بين الاتحاد وحسن شحاته المدير الفنى المحترم للمنتخب فرغم انتهاء العلاقة رسميا بين الطرفين فمازلنا لانعرف مثلا ماذا فعل الطرفان فى مسألة انهاء العقد لان المؤكد ان شيئا لم يتم وبسبب اشياء تافهة مثل مكافأة نهاية الخدمة او باقى مستحقات المدرب على سبيل المثال.
ومن الامثلة الاخرى مايتعلق بخليفة شحاته فى تدريب المنتخب وما اذا كان مصريا او اجنبيا ومن هو اذا تم الاستقرار على انه اجنبى او مصرى ويبدأ الاتحاد فى اطلاق العديد من الشائعات وقنابل الدخان لدرجة تجعل المتابع لما يدور لايدرى ما الذى يجرى وراء هذا الساتر الدخانى الكثيف .. وتكثر الاحداث عادة وفقا للمفهوم "الجبلاوى" وراء الكواليس وستائر الدخان التى تخيم على مسرح الجبلاية ولنعيش نحن فى عوالم مختلفة ومتباينة وليركب كل منا حصان خياله على رأى الشيخ حسنى فى فيلم "الكيت كات"!
وآخر الامثلة التى اسوقها لكم اليوم مايتعلق بالهبوط او الغاء الهبوط .. فقد اعلن سكان الجبلاية انهم اتخذوا قرارا بالغاء الهبوط بالنسبة لاندية الاتحاد والمقاولون وسموحة فى الدورى الممتاز .. ولما بدأت ردود الفعل انقسمت الاراء فبعض اعضاء المجلس قالوا انه قرار نهائى والبعض الآخر قال انها مجرد توصية سيتم تأييدها او رفضها وقبل الاجتماع الذى يفترض انه كان من اجل اعلان القرار النهائى تم الاعلان عن تأجيل هذا الاجتماع لعدم اكتمال النصاب القانونى للاجتماع وانه سيعقد بعد الموعد المقرر ب 48 ساعة!
انها طريقة اتحاد الجبلاية فى الادارة .. طريقة "بالونة الاختبار" التى ينفرد بها فى الوسط الرياضى اتحاد الكرة وان كانت متبعة وبنجاح كبير فى العديد من ادارات الدولة المختلفة ووزارارتها لتأكل بعقل الجمهور "حلاوة" وتمتص غضبتها وفى النهاية تقوم هى اى هذه الادارات بعمل ما تريده بعد ان يكون الجمهور قد مل مجرد التفكير فى المشكلة!