هل تعرف من هو (الامام المراغى)؟
بصراحة اعجبت جدا بهذه الشخصية خاصة بعد ان تابعت مسلسل الامام المراغى لحسن يوسف
كم اعجبت بتفاهمه وسماحة الاسلام التى يطبقها بجد شخصية رائعة ..
واليكم بعض المعلومات عنه جمعتها من عدة مواقع على النت ..
نشاته
هو الامام "محمد مصطفى المراغى"نسبة الى "مدينة المراغة" بمحافظة سوهاج
ولد رحمه الله - بالمراغة فى اليوم التاسع من مارس 1881 وكان والده على قسط من الثقافة ويتمتع بسمعة طيبة ومنزلة كريمة فى الوسط الذى يعيش فيه فدفع ابنه الى حفظ القران الكريم ولقنه نصيبا من المعارف الدينية وظهرت نجابته فارسله ابوه
الى الازهر الشريف ليكمل التعليم فيه فتلقى العلوم على كبار مشايخه . ثم اتصل بالاستاذ/ الامام "محمد عبده" فانتفع محاضرته فى التفسير والتوحيد والبلاغة وتفتحت على يديه مواهبة العقلية ةتأثر بمنهجه السلوكى ودعوته الاصلاحية ومواقفه الوطنية ودراسته العلمية . وكان المراغى معروفا بين الطلبة بالاخلاق الكريمة والحرص على مواصلة البحث والدراسة ووفرة التحصيل وكان يواصل مع زملائه قراءة الدروس والكتب المقررة قبل القاء المدرسين لها ولا يكتفون بها بل يقبلون على كل مصادر المعرفة ينهلون من شتى العلوم حتى نال شهادة العالمية وكان اول زملائه فيها فدعاه الامام محمد عبده الى منزله تكريماً له .
حياته بعد التخرج من الازهر
اشتغل اول الامر بالتدريس بضعة اشهر وقد لفت الانظار ببراعته فى الشرح والابانة حتى جذب اليه حشوداً عديدة من طلاب العلم بالرغم من صغر سنه . ولما طلبت حكومة السودان الشرعيين كان المراغى فى مقدمة ما اختراهم فسافر لتولى قضاء مديرية "دنقلة" فى دنقلة سنة 1904 ثم نقل قضايا لمديرية" الخرطوم" وظل متصلا بالامام محمد عبده يتبادلان الرسائل فى
الشئون الدينية والوطنية . وفى سنة 1907 قدم استقالته لخلاف بينه وبين قاضى القضاه والسكرتير القضائى الانجليزى
"المستر كارتر" وعاد الى مصر مرفوع الكرامة .وفى سبتمبر فى نفس العام عين مفتشاً للدروس الدينية بديوان عموم الاوقاف
(وزارة الاوقاف) ولكنه لحبه البحث والدراسة عاد الى التدريس بالازهر.وفى سنة 1908 عرضت علية وظيفة قاضى القضاه بالسودان فأصر ان يكون تعيينه فيها بامر من خديوى مصر وليس بامر الحاكم الانجليزى وكان له ما اراد فنهض بالقضاء واسترد مكانة القضاة .
ومن مواقفه الوطنية
انه لما قامت ثروة 1919 وامتدت اثارها الى السودان حاولت انجلترا قمع الثورة باساليب البطش غضب المصريون بالسودان واجتمعوا تحت زعامة الشيخ المراغى وشاركهم اخوانهم السودانين بحماسة ظاهرة فضج المديرون الانجليز بالسودان وارسلوا برقيات الى الحاكم العام الانجليزى بان المراغى اعلن الثورة فى السودان وبعد مناقشة حادة بينه وبين الحاكم العام قال له (لقد قلت للانجليز فى لندن ان الشيخ المراغى لا يمكن مناقشته ولا التغلب عليه )
وعقب قيادته _رحمه الله_ لمظاهر كبيرة جمع فيها التوقيعات لتأيد الثورة بزعامة سعد زغلول أثار الحاكم الانجليزى بالسودان
فاقترح بعضهم سجنه ةاقترح بعضهم نفيه ةلكن السكرتير القضائى رأى فى ذلك خطراً فمنحه اجازة عاجلة غير محددة عاد فيها الى مصر وانتهى عمله بالسودان الذى استمر من سنة 1908 الى 1919.
ومن المناصب الهامة التى تولاها بعد عودته
1- رئيس التفتيش الشرعى بوزارة الحقانية (العدل) سنه 1919
2- رئيس محكمة مصر الكلية سنة 1920
3- رئيس المحكمة العليا الشرعية سنة 1923
وفى هذه المناصب القضائية قام بعدة اصلاحات هامة الى ان تولى مشيخة الازهر سنة 1928 وهو فى الثامنه والاربعين من عمره.
برامجه الاصلاحية
1- أمر بتشكيل لجنه لتنظيم الاحوال الشخصية برياسته ووجها الى عدم التقيد بمذهب معين لذا وجد فى غيره ما يناسب المصلحة العامة للمجتمع . وكان يرى ان الشريعة الاسلامية فيها من السماحة والتوسعة ما يجعلنا نجد فى احكامها كل ما يفيدنا فى كل وقت فهى صالحة للتطبيق فى كل زمان ومكان بما امتازت به من مرونة . فاصدر فى يوليه سنة 1920قانون الاحوال الشخصية الذى حفظ للاسرة كيانها باعتبارها اساس المجتمع الصالح .
2- نادى بفتح باب الاجتهاد ودعا الى توحيد المذاهب بقدر الامكان والبعد عن التعصب المذهبى ومراعاة التيسير الذى هو من اخص صفات الاسلام
3- الدعوة الى توثيق روابط الصداقة بين المسلمين فى كافة أرجاء الارض
4- إيجاد تضامن بين الهيئات العلمية والتعليمية فى البلاد الاسلامية لنشر التعليم بصفة عامة والثقافة الاسلامية على وجه الخصوص .
5- تطوير التعليم بالازهر والنهوض ليتبوأ المكانة الجديرة به. والاهتمام بالدراسات العليا فيه .فأنشأ كليات:اللغة العربية والشريعة وأصول الدين مع إنشاء أقسام عديدة للتخصص.
6- تعليم الشعوب الاسلامية المتاخرة وهدايتها الى اصول الدين
7- إحياء التراث العلمى المجيد الذى خلفه لنا كبار العلماء المسلمين
8- عرض الاسلام على الامم الغير مسلمة عرضاً صحيحاً فى ثوب نقى خال من الشوائب .
ولكن وقفة فى وجهه بعض العقبات وحالت دون تحقيق الاهداف التى ينشدها فاستقال من مشيخة الازهر سنة 1929 ثم عاد اليها سنة 1935 حيث صارت ضجة وطالب كثير من علماء الازهر والزعماء المصلحين بعودة الشيخ المراغى ليحقق ما نادى به من اصلاح وظل شيخاً للازهر حتى لقى ربه سنة 1945
مكانته
كان كما قال عنه الامام الاكبر " عبد الحليم محمود " عالماً ذكياً ذا شخصية خارقة مهيباً صاحب راى فى العلم والسياسة بليغ الاسلوب وكان الجميع يقدرونه .فكان الملك فاروق يحضر محاضرته الدينية - وفى الحرب العالمية الثانية أعلن كلمته المشهورة " نسأل الله أن يجنبنا ويلات حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل " على الرغم من ان الانجليز ارادوا ان يزجوا بالمصريين فى ساحة القتال وحرصت بعض الاحزاب المصرية على تلبية رغبتهم .ولقد كتب حاكم السودان الانجليزى الى حكومته قائلاً:"إن الشيخ المراغى من دهاة العلم "وكتبت صحيفة التيمس البريطانية سنة 1919 :" ابعدوا هذا الرجل فانه اخطر على بلادنا وحياتنا من ويلات الحرب ". ولقد كان الامام يعتز بكرامته كل الاعتزاز منذ نشاته حتى لقى ربه وكان لين الجانب جم التواضع وقد ساله احد الصحافين يوماً ماهى عيوبنا ؟ فقال" انها كثيرة ولكن لماذا تسالنى عن عيوب الناس ؟!
اسالنى عن عيوبى انا فان الله يعرفها واسأله تعالى ان يغفرها لى"
آثاره العلمية
كان للشيخ آثار مخطوطة وترك آثاراً مطبوعة لها اهمية علمية كبيرة منها :
1- بحوث فى التشريع الاسلامى وأسانيد قانون الزواج
2- بحث فى وجوب ترجمة القرآن الكريم طبع سنة 1936
3- رسالة " الزمالة والانسانية " كتبها لمؤتمر الاديان بلندن
4- " الاولياء والمحجورون " بحث فقهى فى الحجر على السفهاء مخطوط بمكتبة الازهر
5- تفسير جزء تبارك
6- مباحث لغوية بلاغية
7- الدروس الدينية وهى تفسير لبعض السور و الايات منها سورة لقمان والحجرات والحديد والعصر وآيات البر والصيام
وعباد الرحمن وقد نشرت بمجلة الازهر ونشرت مستقلة فى كتيبات.
وفاته
لقى الامام الشيخ المراغى فى حياته متاعب عديدة وتعرض لخصومات عنيفة من بعض الاحزاب وبعض اصحاب السلطان أوهنت قوته وأضعفت صحته آخرها حين طلق الملك فاروق زوجته الاولى وأراد حمل الامام على إصدار فتوى تمنعها من
الزواج بعده فرفض وكان مريضاً بمستشفى المواساه ثم زاره الملك وقامت بينهما مشادة عنيفة بسبب ذلك وقد ساءت بعدها صحة
الشيخ وتدهورت حتى لقى ربه فى ليلة الاربعاء الرابع عشر من رمضان سنة 1364 الموافق الثانى والعشرين من أغسطس سنة 1945 وكانت الممرضة فى هذه اليلة قد رأته منكباً على كتابة تفسير سورة القدر فطلبت منه ان يستريح ولكنه رفض وزاره الطبيب فرأى نبضه حسناً ولكنه ما كاد ينصرف حتى فاضت روح الامام بعد ان قضى حياة حافلة بجلائل الاعمال .
رحمه الله ونفعنا بسيرته وسيرة أمثاله من الصالحين .
اتمنى ان تكونوا استفدتم من هذه الشخصية
ويارب يكرمنا بحسن الختام امييييييين
هذه الصورة بها الملك فاروق وعن يمينه الامام المراغى رحمه الله
