التعليم الازهرى

التعليم الأزهري بين الأطلال.. التعليم الأزهري يحتضر في معاهد البطـــــــاخ





مايو. 16
المراغة
no comments





- التعليم الأزهري بين الأطلال…..


التعليم الأزهري يحتضر في ” البطاخ “





المنشأت بها تصدعات كبيرة … وعدة قرارات إزالة تنتظر التنفيذ … وتحويلات جماعية للطلاب


الشيخ هشام هارون مدير المعاهد الأزهرية : الميزانية محدودة للغاية ونطالب بخطة عاجلة لإنقاذ التعليم الأزهري




تحقيق : أيمن محمد نجيب تصوير : أحمد حافظ المراغه : 16 / 5 / 2013


قرارات إزالة متكررة لمعاهد تأسست في 1987 ولم تتم الإزالة حتى الأن


لا تصدق أن هذا يحدث في القرن الواحد والعشرين وأن
أعرق مؤسسة علمية دينية على مستوى العالم وهي الأزهر هي نفسها التي تعاني
مبانيها ومؤسساتها من ذلك :


نوافذ مهدمة … ومبنى متهدم … ولا يوجد سور .. وأقلام
رصاص وسبورة لا يكاد التلاميذ أن يروا الدرس المكتوب عليها وأمل يملأ قلوب
التلاميذ الذين يتمسكون بالتعلم بمعهدهم ومعلم يتحدى الظروف لتصل
المعلومة سلسة ببساطة أطفال الأمل يتعلمون بين الأطلال..


هكذا رصدنا واقعاً مأساوياً للمعاهد الأزهرية بقرية
البطاخ إحدى قرى مركز المراغه لتبلغ رسالة إلى المسئولين عن الأزهر هذا ما
آلت إليه هذه المعاهد من حال يرثى لها وهي نموذج لمعاهد أخرى كثيرة بمحافظة
سوهاج تفتح الحرية والعدالة هذا الملف بورقة صغيرة من أوراقه ” معاهد
البطاخ .. التعليم بين الأطلال ”



البطاخ هي إحدى


المجمعات القروية الكبيرة بالمراغه والتي يبلغ عددها 5 بالإضافة إلى المدينة حيث يتبعها عدد من القرى الأخرى والنجوع


يؤكد القائمون على إدارة معهدى البطاخ الابتدائي
والبطاخ الإعدادي الثانوي الأزهريين على انخفاض الاقبال على التعليم
الأزهري بالقرية وتراجع أعداد الملتحقين به نتيجة خشية أولياء الأمور على
ابنائهم من انهيار المبنى القديم عليهم وعدم استقرار العملية التعليمية كون
المعهد ملحق على مدلرسة ابتدائية كفترة مسائية كما تزايدت التحويلات الى
معاهد اخرى بعيدة ا والى التعليم العام حتى وصل عدد الذين لازالوا ملتحقين
بالمعهدين حتى الأن إلى 540 طالب من 1400 طالب خلال الثلاث سنوات الأخيرة
.




أنشىء المعهد الابتدائي بجهود أبناء اقرية في عام
1987 بينما أنشىء المعهد الاعدادي الثانوي بجواره في عام 1993 ميلادية
ونتيجة لزلزال 1994 تأثرت مباني المعهدين فانتشرت بهما الشقوق والتهدمات
كما أن يد الصيانة لم تمتد لأي منهما منذ زمن وصدر للمعهدين ثلاثة قرارات
إزالة كان أخرهم منذ شهر إلا أن واحداً منهم لم ينفذ حتى الأن ولخطورة
بقاء التلاميذ بالمعهد الأيل للسقوط تم نقل التلاميذ إلى مبني المدرسة
الابتدائية المشتركة الأمر الذي سبب مشكلات كبيرة مع الطلاب والمدرسين مما
ترتب عليه عودة تلاميذ المعهد الابتدائي لمبناهم المتهدم تحت مسئولية
ادارته .



انتقلنا إلى هناك لتستطلع الواقع وتنقل الحقيقة
وتصل بالمعاناة إلى المسئولين لعل أحدهم يستجيب لصوت التلاميذ الذين يرغبون
في أدنى حقوق التعليم في القرن الواحد والعشرين .


استقبلنا المعلمون والتلاميذ بالمعهد الابتدائي
ورافقونا في جولتنا بالمعهد الذي تفقدنا أروقته المتهدمة وشاهدنا فصولا لا
تناسب التعليم فالنوافذ متكسرة والحوائط بها شقوق وشروخ والتخت الدراسية
قديمة ومتهالكه لا شيء جديد سوي مدرسين كلهم أمل ويحاربون الواقع وتلاميذ
عيونهم تبرق برغبة في مستقبل أفضل وحال يتغير وطلب منا التلاميذ بأن نوصل
ما رأيناه للمسئولين بالأزهر وطالبوا رئيس الجمهورية بالاهتمام بالتعليم
الأزهري وحل مشكلتهم وتحقيق حلمهم في مبنى جديد لمعهدهم لعل أحداً يستجيب
لنداءاتهم


بلسان بليغ تحدثت إحدى الطالبات بالصف السادس
الابتدائي فقالت : الشبابيك مكسورة والضوء بيدخل الفصل ومبنشوفش من السبورة
ولا يوجد سور للمعهد و بنخاف من الثعابين والعقارب اللي ممكن تكون موجودة
في الشقوق وعند الحمامات وتوجد حنفية واحدة للشرب لأن المبنى قديم واطالب
السيد الرئيس بأن يهتم بنا لأننا عاوزين نتعلم ويكون عندنا معهد جديد نتعلم
فيه .


قال الشيخ سيد حافظ شيخ المعهد الابتدائي تم انشاء
المعهد في عام 1987 بالجهود الذاتية وتم ضمه للأزهر بعدها بثلاثة أعوام
ويتألف من طابقين والمعهد يلتحق به عدد كبير من التلاميذ سنوياً حيث كانت
تصل قوته إلى أكثر من 700 تلميذ ثم بدأ يتراجع اقبال أولياء المرور على
الحاق أبنائهم به خوفاً عليهم من أن يتعرضوا للضرر فانخفضت قوة المعهد إلى
146 تلميذ هذا العام نتيجة للتحويلات المتكررة من المعهد .




وذكر الشيخ جمال رجب عبد اللطيف وكيل المعهد
الاعدادي الثانوي تم الحاقنا كفترة مسائية على مدرسة البطاخ الابتدائية
المشتركة كفترة مسائية ولك أن تتخيل طلاب الثانوى وهم يجلسون على مقاعد
صغيرة كما أنه حدثت مشكلات كثيرة نظراً لوجود المدرسة وسط كتلة سكانية
كبيرة وفوجئنا باغلاق أولياء الأمور للمدرسة في وجوهنا ذات يوم وتمكنا من
حل هذه المشكلات والعودة للعمل مرة أخرى كما أن المدرسة التي نحن ضيوف
عليها لا تسمح لنا إلا باستخدام الفصول فقط وحجرة واحدة للإدارة


ونظراً للتحويلات المتكررة نتيجة عدم استقرار تقلص
عدد الطلاب إلى 400 طالب فقط من 700 طالب كانوا يلتحقون به قبل ذلك مما
يدل على تراجع الإقبال على التعليم الأزهري .













*على اليمين الشيخ سيد حافظ شيخ المعهد الابتدائي وعلي يساره الأستاذ جمال رجب وكيل المعهد الاعدادي الثانوي بالبطاخ

وذكر أحمد محمود النمر مدرس لغه عربية بمعهد
البطاخ الاعدادي الثانوي التعليم الأزهري في القرية بدأ يتراجع الاقبال
عليه ونتيجة عدم وجود حجرات مسموح باستخدامها فيعاني مشرف التغذية وموظف
المخازن أثناء تسليم الكتب او التغذية حيث يتم تخزينهم بالمبنى القديم
للمعهد والذي يبعد لمسافة كبيرة عن المدرسة مما يسبب مشقة وضياع للوقت
والجهد ولضرورة أن تكون الامتحانات صباحياً يؤدي الطلاب الامتحان سنوياً في
مبنى المعهد الآيل للسقوط والذي يخشى من تهدمه بين لحظة وأخرى .



وأكد محمد احمد شبلي مدرس الكمبيوتر أنه مضطر
لشرح منهج الكمبيوتر نظرياً فقط وهذا الأمر لا يرضيه لكن ماذا يفعل وقد
تقرر تخزين اجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمعهد لعدم السماح بتوفير مكان لها فى
المدرسة التي تستضيفنا وأيضاً لا يمكننا تركها في المبنى الآيل للسقوط
فقمنا بتخزينها في كراتين واحتفظنا بها في منازلنا فنحن من وقع عليها كعهده
ويجب ان نحافظ عليها وكلنا أسى وحزن ونحلم باليوم الذي نستخدمها فيه لخدمة
العملية التعليمية والطلاب .


وطالب الشيخ صفوت ابو عوف شيخ المعهد الاعدادي
الثانوي بانشاء مجمع اسلامي كبير يضم المعهد الابتدائي والمعهد الاعدادي
الثانوي وأكد على أن هناك أرض مخصصة لمعهد الفتيات يمكن ان تستوعب ذلك .


وبسؤال الشيخ هشام هارون مدير المعاهد بمنطقة سوهاج الأزهرية :


الشيخ هشام هارون
مدير المعاهد بمنطقة سوهاج الأزهرية

أكد لنا أن هناك عدد كبير من المعاهد الأزهرية في
أكثر من مركز من مراكز المحافظة تحتاج إلى ترميم وصيانة وبعضها يحتاج إلى
ازالة ومعظمها موضوعة في الخطة وهناك مساحات من الأراضي مخصصة لإنشاء هذه
المعاهد ولكن الميزانية المخصصة لذلك ضعيفة جداً ولا تتناسب وتكاليف اعادة
بناء أو حتى ترميم هذه المعاهد ودعا هارون إلى ضرورة أن يتبني الأزهر
مؤسساته ويعود ليتابعها وينشئها على أفضل ما يكون فمنذ زمن لم يتم تجديد
معهد أو انشاء معاهد إلا ما يعد على اصابع اليد الواحدة وهذا يشكل خطراً
على التعليم الأزهري .


وتمنى هارون أن يتم توفير ميزانيات لذلك .


نشر هذا التحقيق أيضاً بجريدة الحرية والعدالة بعددها الصادر في يوم الثلاثاء 14 مــــايو 2013تحت عنوان :


” معــاهد البطـــاخ الأزهرية بســــوهاج .. الموت يسكن الجدران ”